يقول التقرير إن الوزارة المعنية بالحج فيها 40 ألف موظف، وتستعين كذلك بالآلاف من العاملين المدنيين لخدمة الحجاج الذين بلغ عدد من دخلوا مكة المكرمة خلال عشر السنوات الماضية حوالي 24 مليون شخص. والموجات البشرية التي تضم مئات الآلاف من الحجاج ينتظمون في حركة دائرية حول الكعبة في منظر مهيب لابسين ثيابًا بيضاء تذوب فيها كل فروقات المذاهب والجنسيات واللغات، متضرعين إلى الله بأدعية واحدة رغم اختلاف لغاتهم. فمكة المكرمة -حسب التقرير- هي المكان الأبرز في المساواة حتى بين الجنسين في كل الشؤون الحياتية والعبادية.
يفصّل التقرير أيضًا المشاعر الروحية للحجاج في أداء مناسكهم كالوقوف في عرفات ورمي الجمرات، حيث يشعر الجميع بحالة من الوحدة والتماسك والمشاركة وعدم التفرقة أو التمييز. وعادة ما تغيب في مثل هذه الأجواء الروحانية الاهتمامات اليومية للناس من نقاشات وجدل في مواضيع معتادة، فالأدعية والتضرع إلى الله يكون الاهتمام الأكبر بها.
ويوضح التقرير أيضًا التغطيات الأمنية عبر آلاف كاميرات المراقبة الموزعة في مختلف مواقع الحجيج من أجل تعزيز الرقابة الأمنية وتقديم خدمات أسرع وأفضل عند الحاجة، وكذلك إدخال التقنيات الحديثة كالمحبس الإلكتروني الذي يوضع في يد الحاج ومن خلاله يمكن معرفة كل معلوماته الشخصية والصحية لتسهيل تقديم خدمات له إذا لزم الأمر.
أعتقد أننا بحاجة إلى إبراز تقارير الحج بصورة تجديدية غير تقليدية من أجل تقديم صور أفضل للخدمات المقدمة للحجاج مثلا من النواحي الأمنية والصحية وغيرها، وكذلك إبراز حالة التنوع الموجود بين الحجاج القادمين، والتقنيات الحديثة التي يتم إدخالها بصورة مستمرة ضمن خدمات الحج. فهناك قضايا كثيرة غائبة لا يكاد يلتفت إليها أحد على الرغم من أهميتها وضرورتها لتسهيل مناسك الحج، وينبغي إبرازها والتنويه إليها.