وفي حين أنه من الصعب أحيانا الحصول على بيانات عن معدلات نمو التسلط الإلكتروني، إلا أن هناك مجموعة كبيرة من المعلومات حول أماكن وكيفية حدوثه. ممارسو التسلط على الآخرين عادة ما يبحثون عن أمرين: الفرصة والاهتمام، تماما كما هو الحال مع التسلط قبل استحداث وسائل التواصل الاجتماعي وحتى المنتديات سابقا.
في عصر الإنترنت، زادت فرصة التسلط الإلكتروني على الآخرين. قبل الإنترنت، كانت هناك حاجة لوجود تواصل بشري حقيقي لنشر الشائعات. الآن، يمكن أن يحدث على الفور، على الواقع الافتراضي، ويمكن أن ينتشر لجمهور أكبر، وبسرعة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين يختارون التسلط على الآخرين الحصول على المزيد من الإشباع الفوري لرغبتهم في جذب الانتباه بواسطة إبداء الإعجابات لمنشوراتهم، والمشاركات، والتعليقات، فضلا عن التأثير التراكمي الذي يحدث غالبا عندما يضيف آخرون شائعات تجعل الموقف يزداد سوءا.
ووجدت دراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث عام 2007 أن 32 ٪ من المراهقين كانوا ضحايا لنوع من التسلط الإلكتروني. بعدها بحوالي 9 سنوات، وجدت دراسة أجراها مركز أبحاث التسلط الإلكتروني أن هذه الأرقام لم تتغير تقريبا. فبحلول عام 2016، ذكرت التقارير أن أقل من 34 % من المراهقين كانوا ضحايا للتسلط الإلكتروني. وفي الوقت نفسه، وضع المجلس الوطني لمنع الجريمة رقما أعلى بكثير، إذ بلغ 43 %.
وأظهرت أبحاث مقدمة في اجتماع الجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال لعام 2017 أن الأطفال الذين استقبلتهم المستشفيات لمحاولتهم الانتحار أو لتعبيرهم عن الرغبة في الانتحار تضاعف عددهم بين عامي 2008 و2015. الكثير من هذه الزيادة يرتبط بالزيادة في عمليات التسلط الإلكتروني. كما أن الكثير من حالات الانتحار بين المراهقين تُعزى الآن بطريقة ما إلى التسلط الإلكتروني أكثر من أي وقت مضى.
من الواضح أن التسلط الإلكتروني له آثار قد تتجاوز إيذاء الشخص لنفسه. فقد وجدت مؤسسة «جافلين» للأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون له هم أكثر عرضة 9 أضعاف لأن يقعوا ضحايا لسرقة معلومات الهوية، أيضا.
في النهاية، قد يعتقد مغرد، معلقا بكلمة «اجلود»، على مغرد آخر، تنمر على شخص ما، أن ما قاله بسيط ولا يعني شيئا، لكن كل الأبحاث تُثبت أن «اجلود» وأخواتها، قد يتسببون بضرر جسيم، ثم يأتي «ذكي جدا» ليضع اللائمة على حوت أزرق لم يره أحد.