..........................................
* قصص الغرق المتكررة قادتها للحصول على شهادة الإنقاد والإسعافات الأولية
* حولت قصة إحباطها إلى دروس في الإرادة والإصرار..
..........................
عانت كثيرًا، وبحثت عن الحلول في كل زاوية، فلم تجد إلا الرياضة حلا يساعدها في تجاوز مشكلتها، لكن ميولها الرياضية، تحولت إلى عشق مجنون، سار بها في دهاليز النجاحات، حتى أصبحت مدربة معتمدة في السباحة والغوص والإنقاد.
هكذا كانت قصة زينة علي، التي تحول مشوار محاربتها لـ«السمنة» إلى دروس في الإرادة والإصرار، كان عنوانها «المستحيل لا يوجد في قاموسي».
وتتحدث زينة علي لـ«اليوم»، قائلة: «كنت أعاني من السمنة المفرطة، وبدأت في الالتزام بالرياضة منذ ما يقارب الـ(10) أعوام، عقب أن رأيت أنه الحل الأمثل والوحيد لانقاص وزني، بعيدا عن العمليات الجراحية غير المضمونة النتيجة».
وتضيف: «استشرت العديد من الأطباء، داخل المملكة وخارجها، وكنت عازمة على اجراء عملية لانقاص وزني، لكني تراجعت».
عادت زينة علي إلى أرض الوطن، وهي تتأرجح على حبل الأفكار، حتى اتخذت قرارها النهائي، قائلة: «سأكون قوية.. والرياضة سبيلي».
وبالفعل اتجهت ابنة الوطن لممارسة الرياضة، حتى تمكنت من خسارة ما يقارب (30) كيلو جراما، في عام واحد، لتبدأ قصة عشق اخرى مع السباحة، التي تميزت فيها، لترى أن هناك قصورا في تدريب الصغار من الجنسين، فالكثيرون لا يمكنهم السباحة بالرغم من ان أبناء الشرقية يرتبطون بشكل غريب بالبحر.
قادها ذلك لأخذ المزيد من الدورات، حتى أتقنت السباحة، لكنها فضلت الاستزادة حتى تتعلم في مختلف المدارس التدريبية، قبل أن تنال شهادة مدربة سباحة معتمدة.
وعن ذلك، تقول: «لم أكتف بحصولي على شهادة مدربة سباحة معتمدة، فمن خلال تجاربي السابقة، وما أطلع عليه من قصص متكررة في الغرق، ارتأيت أنه يجب علي الحصول على شهادتي الاسعافات الأولية، والانقاد، وهو ما حدث بالفعل».
تتحدث زينة علي عن تجربتها مع التدريب، مؤكدة أنها لا تبحث عن المردود المادي، وهي على استعداد لتقديم دورات مجانية في حال توفير المكان الملائم لذلك، فهي ترى أن ذلك بمثابة الرسالة التي يجب عليها تقديمها.
وعن الفترة التي تستغرقها لتعليم الأطفال السباحة، قالت: «أحتاج لما يقارب الـ(3) أيام، لتعليم الطفل أساسيات السباحة، وحينها يكون قادرا على السباحة بمفرده، لكن هناك من يعاني من «رهبة الماء»، ولذلك يجب أن أتعامل معه بشكل نفسي، قبل تعليمه الأساسيات بشكل عملي، ولذلك قد يستغرق وقتا أطول من الأطفال الذين لا يهابون الماء».
أما عن تجربتها مع الغوص، فتقول: «كانت بمثابة التحدي مع النفس، فالكثيرون كانوا يعتقدون بأن المرأة السعودية غير قادرة على ذلك، فقررت خوض هذه المغامرة، لإثبات أن المرأة السعودية تملك من القوة والارادة، ما لا يملكه الكثير من الرجال».
وتوقفت زينة علي عن الحديث قليلا، لتوجه شكرها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)، على الدعم الكبير الذي يقدمونه للمرأة في الوقت الحالي، والذي كانت المرأة بحاجة إليه منذ سنوات طويلة، من أجل إبراز مواهبها المكنونة.
أكملت زينة علي حديثها، قائلة: «نجحت في التحدي، ونلت شهادة الغواصة، وسأكمل تدريبي حتى أصبح مدربة معتمدة في الغوص».
وأثناء حديثها، أطلقت زينة علي الكثير من الرسائل الهادفة، لكنها لخصت ذلك في ثلاث رسائل هامة، كانت الرسالة الأولى موجهة للجميع ومفادها الحرص على ممارسة الرياضة مهما كانت الظروف، والرسالة الثانية وجهتها لنساء وطنها ناصحة إياهن بألا يستسلمن للإحباطات، فيما طلبت من خلال الرسالة الثالثة أن تغذو الرياضة رسالة وثقافة عامة للمجتمع، فالتجارب الرياضية في مختلف دول العالم مؤثرة، وتمد الجميع بالعبر والحكم.