والخطوة السعودية الأخيرة المباركة هي امتداد لسلسلة من الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لتحقيق التعاون الشامل بين الدول الأفريقية، وذاكرة التاريخ تُعيد إلى الأذهان زيارات الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى عدة دول في القرن الأفريقي، تمخضت عن إعلان قيام منظمة التعاون الإسلامي بما يعني أن المملكة ركّزت منذ زمن على أهمية التقارب بين تلك الدول التي تدين غالبيتها بالإسلام، وتتوق إلى تحقيق التعاون الشامل فيما بينها، وتسوية الأزمات الأفريقية العالقة تمهّد بطبيعة الحال لتشكيل تعاون عربي - أفريقي، وقد عُقدت بالقاهرة عام 1977م أول قمة عربية أفريقية تمخّض عنها وضع سلسلة من البرامج التعاونية المتنوعة، وكان الغرض منها تحقيق الأمن والاقتصاد والتقارب بين الشعوب العربية والأفريقية.
وهكذا فإن الدور السعودي يعتبر أهم دور محوري لتحقيق التكامل المنشود بين الدول العربية ودول القرن الأفريقي، فالجهود التي تبذلها المملكة واضحة ومعلنة، وتصبّ كلها في قنوات تحقيق السلام والأمن داخل دول القرن الأفريقي وإبعادها عن حروب أنهكت مفاصلها، والدعوة للتطلع نحو بناء مستقبل جديد لتلك الدول تقوم أسسه وقواعده على بناء السلام، وعودة الاستقرار والأمن إلى سائر تلك الدول، ومنحها الفرص المواتية للسيطرة على مقدّراتها وإرادتها، وإبعادها عن الصراعات والاستقطاب، وتمدد النفوذ الأجنبي على أراضيها.