DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المملكة تلغي «الأجندات» الأفريقية

المملكة تلغي «الأجندات» الأفريقية
الاتفاقية التي وُقّعت في جدة، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بين الرئيسين الإثيوبي والأريتري، تُعدّ فاتحة خير ليس للتوصل إلى اتفاقيات صلح متشابهة مع عدة دول في القرن الأفريقي لإنهاء الخلافات الطاحنة فيما بينها فحسب؛ بل هي فاتحة أيضًا لانتزاع صور الابتزاز التي طالما أزّمت الأوضاع بين عدة دول أفريقية في وقت تغيّرت فيه الرؤى نحو إصلاحات سياسية مرتبطة بوعي كامل بأهمية الخلاص من الأزمات والخلافات والحروب والارتفاع فوقها لصناعة مستقبل واعد جديد في تلك الدول يقوم على حُسن الجوار وتبادل المنافع وتعميق وتجذير علاقات التعاون فيما بينها في شتى المجالات والميادين.
ما توصّل إليه البلدان برعاية المملكة يُنهي صراعًا داميًا استمر زهاء عشرين عامًا من الزمان بين بلدَين تطلّعا باستمرار إلى حل خلافاتهما بطرق سلمية، والتوجّه بوعي نحو تحقيق السلام ونشره في ربوع البلدَين، وكل اتفاق مماثل سوف يؤدي إلى كسر عُزلة دول القرن الأفريقي عن العالم من جانب، ويؤدي من جانب آخر إلى تحقيق السلم والأمن المنشودَين على أرض الواقع، ويؤدي من جهة ثالثة إلى تعزيز المسارات الاقتصادية بين تلك الدول، ويؤدي إلى تكاملها الأمني المشترك، وإبعادها عن شبح الحروب وويلاتها، ويسير بها نحو تقارب يزيد دول القرن الأفريقي قوة ومَنعة وصلابة ورباطة جأش.
والخطوة السعودية الأخيرة المباركة هي امتداد لسلسلة من الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لتحقيق التعاون الشامل بين الدول الأفريقية، وذاكرة التاريخ تُعيد إلى الأذهان زيارات الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى عدة دول في القرن الأفريقي، تمخضت عن إعلان قيام منظمة التعاون الإسلامي بما يعني أن المملكة ركّزت منذ زمن على أهمية التقارب بين تلك الدول التي تدين غالبيتها بالإسلام، وتتوق إلى تحقيق التعاون الشامل فيما بينها، وتسوية الأزمات الأفريقية العالقة تمهّد بطبيعة الحال لتشكيل تعاون عربي - أفريقي، وقد عُقدت بالقاهرة عام 1977م أول قمة عربية أفريقية تمخّض عنها وضع سلسلة من البرامج التعاونية المتنوعة، وكان الغرض منها تحقيق الأمن والاقتصاد والتقارب بين الشعوب العربية والأفريقية.
وهكذا فإن الدور السعودي يعتبر أهم دور محوري لتحقيق التكامل المنشود بين الدول العربية ودول القرن الأفريقي، فالجهود التي تبذلها المملكة واضحة ومعلنة، وتصبّ كلها في قنوات تحقيق السلام والأمن داخل دول القرن الأفريقي وإبعادها عن حروب أنهكت مفاصلها، والدعوة للتطلع نحو بناء مستقبل جديد لتلك الدول تقوم أسسه وقواعده على بناء السلام، وعودة الاستقرار والأمن إلى سائر تلك الدول، ومنحها الفرص المواتية للسيطرة على مقدّراتها وإرادتها، وإبعادها عن الصراعات والاستقطاب، وتمدد النفوذ الأجنبي على أراضيها.