في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتداخل، في عالم مفتوح؛ إذ هيمنت شبكات التواصل الاجتماعي على حياتنا، واقتحمت خصوصياتنا، وغيّرت مفاهيمنا بدءًا من نمط الحياة اليومي وحتى التفاصيل الصغيرة. في الأمس كان التواصل بين الناس طبيعيًّا جدًا، واليوم بدأ هذا التواصل الطبيعي بالتلاشي ليحل محله التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تخترق خصوصيات الناس.
من المشاهد المنتشرة في الآونة الأخيرة ما يُسمّى بـ «الكوبلز الإلكتروني»، حيث يرتبط الشاب بفتاة، ثم ينضمان إلى مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي. المشكلة هنا تبدأ عندما يشارك الزوجان أو «الكوبلز» الناس لحظات لا تصلح للمشاركة!؛ إذ دائمًا هناك حدود وخطوط لا ينبغي تجاوزها احترامًا للذوق العام ولعادات وتقاليد المجتمع، مثل نشر مراسم الخطبة والزواج، وأجواء غرفة الولادة. وصل الأمر ببعض الذكور إلى تعمّد التغزل في زوجته أو خطيبته ليصبح الفيديو «ترند» بمشاهد مخجلة لا تصلح للمشاركة مع الناس.
الحياة الزوجية غاية في الخصوصية، وهويتنا المسلمة العربية تؤكد على هذا.. وهنا يتبادر في ذهني العديد من الأسئلة أهمها: هل الناس هم الذين يستخدمون شبكات التواصل أم هي التي تستخدمهم؟. وهل الشهرة والشراهة للمال تستحق أن ينشر المرء تفاصيل حياته؛ لتصبح مشاعة لدى الجميع؟ وهل هذا يمثل أية هوية راشدة؟!
للأسف مثل هذه النماذج السيئة الدخيلة على مجتمعنا أصبحت قدوة للمراهقين وخطرًا عليهم، ولا بد أن يتوهّم مراهقون أن هذا هو طريق المجد والشهرة وحلم الحياة. الحب بين الزوجين جميل، وبلسم الحياة، وأساس الحياة الزوجية، لكن الخطأ وكل الخطأ نشر خصوصيات الأزواج دون مراعاة الحياء الذي هو فطرة الإنسان السويّة وشُعبة من شُعَب الإيمان.