قال: ولكني أنا شاب يعتمد عليه وأتحمل المسؤولية وفكرت أن أوافق على عرض والدها وأسكن في بيت أهل زوجتى لمدة سنتين أو ثلاث حتى أرتب وضعي وانتهي من التزامات الزواج وأفر مسكنًا جيدًا لنا، قلت له: أنا عندي لك جوابان على هذه المسألة، الأول أنا أفضل أن تسكن في مسكن توفره أنت بمالك الخاص وهذا من واجبك تجاه زوجتك حتى تشعر زوجتك وأهلها أنك قادر على تحمل مسؤولية الزواج، أما الجواب الثاني فهو في حالة لو كانت ظروفك صعبة فلا مانع من الاستفادة من عرض والد زوجتك ولكن بشرط ألا تزيد عن سنتين أو ثلاث بشكل مؤقت إلى أن ترتب أمورك، قال: فإن ضغطوا علي ماذا أفعل؟ قلت: الزواج يحتاج لذكاء اجتماعي حتى تحسن التعامل مع أهل زوجتك، فإذا ضغطوا عليك بالمسكن فغدا سيضغطون عليك بشيء آخر فانتبه وحاول أن تتعامل مع عطاياهم بحكمة، فإن كانت الهدية أو العطية ليس لها علاقة بواجباتك الزوجية فلا مانع من قبولها، ولكن إذا كانت في صميم واجباتك الزوجية فاحرص أن تعتذر بدبلوماسية وتعتمد على نفسك.
قال: ولكن زوجتي حالتها المادية أحسن مني وأخشى ألا أوفر لها مسكنًا لائقًا بها، قلت: ولكنها هي قبلت أن تتزوجك وهي تعرف مستواك المادي أليس كذلك ؟ قال: نعم، قلت: طالما أنها وافقت عليك فمعنى هذا أنها موافقة على أن تضحي بمستواها المترف في بيت أهلها وتعيش معك على الحلوة والمرة لتؤسس حياتها من جديد، قال: في مسألة أخرى، قلت: تفضل: قال: إن والدها لديه عدة شركات وقد عرض علي أن أكون مديرًا لإحدى شركاته فهل برأيك أترك وظيفتي الحكومية وأوافق على عرضه أم اعتذر له ؟ قلت: قبل الإجابة عن سؤالك في نقطة مهمة لابد أنك تعرفها، قال: ما هي؟ قلت: إن كان قد عرض عليك منصب مدير الشركة لأنك زوج ابنته فحاول أن تعتذر منه بطريقة دبلوماسية، أما إن كان قد عرض عليك بسبب خبرتك وكفاءتك فلا مانع لدي من قبول عرضه، قال: طيب في مسألة أخيرة، قلت: تفضل، قال: عندما أردت أن أعطي زوجتى نفقتها الشهرية قالت لا داعي أن تعطيني لأن عندك التزامات مالية فما رأيك بكلامها؟ قلت: حتى لو قالت لك هذا الكلام فأنت صمم على تسليمها النفقة، قال: ولكنها لا تحتاج، قلت: ألم تسمع المثل القائل: (أنا غنية وأحب الهدية)، فابتسم ثم ابتسمت وقلت له وأنا بعد أحب الهدية فضحك وانتهى اللقاء.