ولكم تحياتي ..
لا يكاد يمر أسبوع دون أن نستمع أو نشاهد مقاطع فيها إساءة للمملكة، أو مساس بدورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي. بعض تلك المقاطع يظهر فيها إعلاميون عرب يكرهون الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص. يبثون سمومهم، ويمررون أكاذيبهم، يحرضون على كل ما له علاقة ببلدنا وقيادتنا وقيمنا وديننا بعد أن ملأوا جيوبهم من مالنا، واستفادوا من كل خدماتنا، من تعليم ومن علاج مجانيين، ومن حياة كريمة، وعيش في أمن وأمان، إلى أن ظهروا على حقيقتهم الحاقدة على هذا الوطن وأهله، فباتوا يشتموننا ليل نهار ويتنكرون لكل المواقف النبيلة التي اتخذتها حكوماتنا لصالح قضاياهم وهموم شعوبهم. يحدث هذا رغم إدراك الغالبية العظمى من الوافدين العرب أنهم عملوا في بلد أكرمهم وحماهم، وأمن لهم البيئة الصالحة لتربية أبنائهم، وفتح لهم أبواب الرزق وكأنهم من أبناء الوطن. ومع تلك المواقف السوداوية، والمفاجآت المرة التي لم نتوقعها، إلا أن هناك أيضا مقاطع منصفة ظهر فيها أصحابها وهم يقدرون ويثنون على هذا الوطن الذي عاشوا فيه وانصهروا في مجتمعه، يدينون له بالفضل على تأمين حياة كريمة لهم ولأطفالهم. وهذه المقاطع هي التي يجب أن نحتفي بها وننشرها بين أهلنا وأحبابنا.
علينا أن ننظر للجزء المملوء من الكوب ونتجاهل ذلك الكلام الفارغ من جوهره ومضمونه. فأصحاب تلك المواقف المشرفة، هم من يستحقون التقدير والاحترام على مواقفهم النبيلة تلك، أما أولئك الحمقى فليتنا نتجاهلهم ولا نعطيهم أكثر مما يستحقون، ونكتفي بالرد عليهم بما جاء في القرآن المجيد «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا». فها نحن نمشي على الأرض بكل حلم وسكينة ووقار غير مستكبرين ولا متجبرين ولا ساعين فيها بالفساد أو معصية الرحمن.. تلك صحيفتهم فليملؤوها بما يريدون.
ولكم تحياتي ..
ولكم تحياتي ..