ﻳــﺘــﺄﻣــﻞ ﻣـــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ اﻟــﺪﻣــﺞ اﻟــــﻨــــﺎﰋ ﻣــــﻦ اﻷﻟــــــــــﻮان واﻟــــــــﺬي ﺗــﺰﻳــﺪ روﻋﺘﻪ ﺑﻘﺪر زﻳــﺎدة ﻋﻄﺎء اﻟﻔﻨﺎن ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻣﺞ وإﺑﺪاﻋﻪ ﻓﻴﻪ، وﻟﻜﻞ ﻓﻨﺎن ﻓﻘﺮﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻦ وﻳﺘﻠﻬﻒ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﲔ ﻳﺮﺳﻢ؛ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﻟﻠﺮﺳﻢ، وﻫــﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻔﻨﺎن إﻟﻰ ﻣﺮﺳﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺨﺮج ذﻟــﻚ اﳉــﺰء اﳌــﻔــﻀــﻞ ﻟـــﺪﻳـــﻪ؛ واﻟـــــﺬي ﻳــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻣﻦ ﻓﻨﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ؛ وﻻ ﺗﻬﻢ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﺑﻘﺪر ﺟﺪت اﳊﺎﺟﺔ ُﺟﺪ وُوﺟﻮده، ﻓﻤﺘﻰ ﻣﺎ و اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺪﻓــﻊ اﻟــﺮﺳــﺎم إﻟــﻴــﻬــﺎ، وأﺿــﺎﻓــﺖ: ﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﺼﻮر أن ﻫﺬا اﳉﺰء ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻜﺎن ﻫﺮوﺑﻨﺎ وزﻣﺎن وﺟﻮدﻧﺎ وﻧﻘﻄﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻨﺘﺄﻣﻞ ﺛــﻢ ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻨﺘﺸﺎﻓﻰ وﳒــﺪ ﺿﺎﻟﺘﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻻ أرى أن اﻟﻔﻦ أﺳﻠﻮب ﺮوج ﻟﻪ؛ إذ أﻧﻨﻲ أزﻋﻢ ﺑﺄن ُﻋﻼﺟﻲ ﻛﻤﺎ ﻳ اﻻﻧﺴﺎن ﰲ أﻋﻤﻖ ﺣﺎﻻت ﺣﺰﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤﺮك ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺘﻪ، إﻻ أﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ اﻧــﻪ إذا زادت اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻨﺎن وزاوﻳــﺔ ﻣﺮﺳﻤﻪ وأﺻﺒﺤﺖ ﻗــــﻮﻳــــﺔ، ﻣــﺤــﻜــﻤــﺔ وﻣــــﻌــــﻘــــﺪة، ﻓــــﺈﻧــــﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ زاوﻳﺔ ُاﳊﺰن اﻟﻌﻤﻴﻖ إﻻ أن ﺗ ﻣﺮﺳﻤﻪ؛ وﻫــﺬه أﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ اﻧﺪﻣﺎج اﻟﻔﻨﺎن، ﻓﻼ اﻟﻜﻮارث وﻻ اﳌﺼﺎﺋﺐ وﻻ
اﻟﻔﻘﺪ ﻳﻮازي ﺧﺴﺎرة ﻣﺮﺳﻤﻪ اﳋﺎص. أداة ﺗﻮاﺻﻞ « وأوﺿــــﺤــــﺖ أﺧـــﺼـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﻋـــﻠـــﻢ اﻟــﻨــﻔــﺲ اﻹﻛــﻠــﻴــﻨــﻴــﻜــﻲ أﻧـــــــﻮار اﻟــﻔــﺘــﻴــﻞ أن اﻟـــﺮﺳـــﻢ واﻟــﺘــﻠــﻮﻳــﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ وﺳــﻴــﻠــﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ وأداة ﺗــﻮاﺻــﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺗــﺴــﺎﻋــﺪ اﻷﺷــﺨــﺎص ﻋﻠﻰ اﻟــﺘــﻌــﺒــﻴــﺮ ﻋــﻤــﺎ ﺑــﺪاﺧــﻠــﻬــﻢ ﺑــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ ﻏﻴﺮ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة، ﻓﻨﺠﺪ ﻣــﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻻﻛــﺘــﺌــﺎب أو ﺗـــﻌـــﺮض ﻟــﺘــﺤــﺮش ﺟــﻨــﺴــﻲ ﰲ رﺳــﻮﻣــﺎﺗــﻪ ﻣــﺎ ﻳــﻌــﺒــﺮ ﻋــﻦ ذﻟــــﻚ، ﻓــﺘــﻜــﻮن ذات دﻻﻻت
وﻣــــﺆﺷــــﺮات ﻋـــﻦ اﳌـــﻌـــﺎﻧـــﺎة اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻌــﻴــﺸــﻬــﺎ، ﻛـــﻤـــﺎ أﻧــــﻬــــﺎ ﺗـــﺴـــﺎﻋـــﺪ ﰲ اﻟـــﺘـــﺨـــﻠـــﺺ ﻣــﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﲢﺴﲔ اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺰاﺟﻴﺔ وﲤــﺪ اﻹﻧــﺴــﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﻳـــﺠـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﲢـــﺴـــﻦ ﺑـــــﺪورﻫـــــﺎ ﻣــﻦ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ. دراﺳﺔ اﻟﺴﻠﻮك« ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ أﻛــــــﺪ اﻻﺳــــﺘــــﺸــــﺎري اﻟــﻨــﻔــﺴــﻲ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻣــﺎﻃــﺮ اﻟــﻔــﺮﻳــﺪي
أن ﻓــﻦ اﻟــﺮﺳــﻢ ﻳﻌﺪ أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﳌــــــﻦ ﻳــــﻌــــﺎﻧــــﻲ ﻣــــــﻦ اﺿـــــــﻄـــــــﺮاب ﻧــﻔــﺴــﻲ أو ﻟــــﻸﻃــــﻔــــﺎل اﻟــــــﺬﻳــــــﻦ ﻳــــﻌــــﺎﻧــــﻮن ﻣــﻦ اﺿــﻄــﺮاﺑــﺎت اﻟــﻨــﻤــﻮ واﻟــﺴــﻠــﻮك وﺧــﺎﺻــﺔ ﻓﺮط اﳊﺮﻛﺔ واﻟﺘﻮﺣﺪ، وﻣﻦ ﻻ ﳝﺘﻠﻚ اﻟﻠﻐﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑــﻪ أو ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ، واﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋــﺪم اﻟﺘﻮازن اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ ﻧﻘﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ، وﻣــﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸﺄت ﻣﺤﺎوﻻت ﻋـــــﺪﻳـــــﺪة ﻟـــﺘـــﻮﻇـــﻴـــﻒ اﻟـــــﺮﺳـــــﻢ ﻟـــﻐـــﺮض اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر ﺧﺎﺻﺔ. ﻣــﺸــﻴــﺮا اﻟـــﻰ أن اﻟــﻌــﻼج ﺑــﺎﻟــﺮﺳــﻢ ﻫﻮ أﺣـــﺪ ﻃـــﺮق اﻟــﻌــﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﳌﺨﺘﺺ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ ﻣـــﻬـــﺎراﺗـــﻬـــﻢ ﺣـــﻴـــﺚ ﻳــﺴــﺘــﻌــﻤــﻞ اﳌﻌﺎﻟﺞ اﻟﺮﺳﻢ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻄﻔﻞ واﻟـــــﻮﺻـــــﻮل ﻷﻓــــﻜــــﺎره وﻣــــﺸــــﺎﻋــــﺮه، وﻫـــﻮ وﺳــــﻴــــﻠــــﺔ ﳑـــﺘـــﻌـــﺔ وﺟــــــﺬاﺑــــــﺔ ﻳــﻮﻇــﻔــﻬــﺎ اﳌــﻌــﺎﻟــﺞ ﰲ اﻟــﻌــﻼج ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻣــﻌــﻬــﺎ أن ﻳــﻨــﺪﻣــﺞ وﻳــﻌــﺒــﺮ ﻋﻤﺎ ﰲ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎت ﻧﻔﺴﻪ، وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟـــﻌـــﻼج ﺑــﺎﻟــﺮﺳــﻢ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﳌــﻌــﺎﻧــﻲ واﳌــﻔــﺎﻫــﻴــﻢ واﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌــﻌــﺎﻟــﺞ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ دراﺳـــﺔ ﺳﻠﻮك اﻟﻄﻔﻞ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﺳﻢ وﺗﺸﺨﻴﺺ أﻫــــــﻢ ﻣـــﺸـــﻜـــﻼﺗـــﻪ وﻫـــﻤـــﻮﻣـــﻪ اﻟــﻨــﻔــﺴــﻴــﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه
اﳌــﺸــﻜــﻼت ﺑــﻄــﺮق إﻳــﺠــﺎﺑــﻴــﺔ وﻣــﺒــﺘــﻜــﺮة، وﻳﺠﻤﻊ اﻟــﻌــﻼج ﺑــﺎﻟــﺮﺳــﻢ ﺑــﲔ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟــﻨــﻔــﺴــﻴــﺔ واﻟـــﻌـــﺎﻃـــﻔـــﻴـــﺔ واﻟــﺴــﻠــﻮﻛــﻴــﺔ واﳌــﻌــﺮﻓــﻴــﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﻛﻤﺨﺘﺼﲔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻠﻮك اﻟﻄﻔﻞ وﺗﻐﻴﻴﺮ أﻓﻜﺎره واﻟــــﻮﺻــــﻮل ﳌـــﺸـــﺎﻋـــﺮه وﺗــﻨــﻤــﻴــﺔ ﻗـــﺪراﺗـــﻪ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ. ﻗﻴﻮد اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« وأﺿــــﺎف اﻟــﻔــﺮﻳــﺪي إن ﻫــﻨــﺎك ﺑﻌﺾ اﻟــﻘــﻴــﻮد وﺧــﺎﺻــﺔ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺗﻔﺮض ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻄـــﻔـــﻞ أو اﳌــــﺮﻳــــﺾ اﻟــﻨــﻔــﺴــﻲ، ﻓﺘﻤﻨﻌﻪ ﻣـــﻦ اﻹﻓـــﺼـــﺎح ﻋـــﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺗﻪ وﻣـــــﺸـــــﺎﻋـــــﺮه ودواﻓـــــــﻌـــــــﻪ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﻳـــﺮﻏـــﺐ ﺑـــﻬـــﺎ وﻟــــــﺬا ﻛـــــﺎن اﻟــــﺮﺳــــﻢ واﻟـــﺘـــﻠـــﻮﻳـــﻦ ﰲ ﻣـــﺮاﺣـــﻞ اﻟــﻄــﻔــﻮﻟــﺔ اﳌــﺒــﻜــﺮة ﻣـــﻦ أﻓــﻀــﻞ ــﺎﻟــﺔ ﻟﻔﻬﻢ دواﻓــــﻊ اﻟﻄﻔﻞ ّاﻟــﻄــﺮق اﻟــﻔــﻌ وﺳــﻠــﻮﻛــﻴــﺎﺗــﻪ واﻟـــﻌـــﻮاﻃـــﻒ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻣـــــﻦ ﺧـــــــﻼل ﺗـــﻔـــﺮﻳـــﻐـــﻬـــﺎ ﻋــــﻠــــﻰ اﻟــــــــﻮرق، واﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﻧﺤﻮ ﻧﻔﺴﻪ واﻵﺧـــﺮﻳـــﻦ، وﻳــﺴــﺎﻋــﺪ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺲ اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﻐﻀﺐ واﻟﺘﻮﺗﺮ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻗـــﺪ ﻻ ﻳــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ ﻓــﻬــﻤــﻬــﺎ، وﻗــــﺪ ﻳــﻜــﻮن ﻣــﻦ اﻟــﻄــﺮق اﳌﺴﺎﻋﺪة ﰲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮل اﻟﺸﺨﺺ واﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ وﻛﻴﻔﻴﺔ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻬﻢ.