الفنون من الممارسات البشرية الحيوية التي تحتاج الانطلاق، ولعلنا تأخرنا نسبيا في العناية الكافية بها في وقت أصبحت هناك كليات للفنون الجميلة والتصميم تدعم تأهيل قدرات الطلاب بمنهج علمي يجعلهم أكثر انفتاحا على تجارب الآخرين عبر الحواضن العلمية والتعليمية وليس من خلال جهدهم الذاتي، فالفنون التي تسعى وزارة التعليم لإطلاقها تشمل مجالات جميلة ستجد عشرات الآلاف من الطلاب الذين يملكون مهارات ورغبات أكيدة في احتضانها من أجل صقلها وإطلاقها في الفضاء الإبداعي ليكونوا أكثر تجويدا لمنجزاتهم وأعمالهم الفنية سواء في أولمبياد الخط العربي والرسم والتصوير التشكيلة والرسم والتصوير التشكيلة بمساراته التي تنمي مهارات الخط العربي والزخرفة الإسلامية والرسم بأقلام الرصاص والفحم والأقلام الملونة، والتصوير التشكيلي، والتصميم الطباعي، والزخرفي، والأزياء، والداخلي، والرقمي.
جميع تلك الفنون تقريبا كانت تفتقد الدعم اللازم لتكون أكثر استيعابا لطموحات الموهوبين وإطلاق خيالهم في سماء الإبداع والتعبير عن جماليات النفس من خلال المناهج العلمية، وليس مجرد الاجتهادات كما في جمعيات الفنانين والموهوبين الذين تجمعهم الموهبة، ولكن دون مظلة تعليمية أو حاضنة رسمية من الصعب أن يحدث الإغراء الذي يتجه بالكثير منهم إلى حيث تكون للفنون تلك القيمة المرموقة التي تجعلهم يشعرون بأنهم يفعلون كل ما هو جميل، وأنهم جزء من نشاط حضاري مهم ومؤثر وفعال، ويخدم دورنا الفني كمجتمع لديه فنانون وموهوبون جميلون ورائعون.
حين يبدأ الفنان مسيرته من مرحلة مبكرة في التعليم العام، ويشعر برعاية موهبته سيجد أنه مدفوع بأكثر مما يمتلكه من تلك الموهبة، برسالة فنية كاملة ينبغي أن يدعم بها الحضور المجتمعي وتقديم مجتمعه بكل ثرائه الفني الموروث والمكتسب، وحسنا تفعل الوزارة بالمضي بهذا المشروع نحو غاياته التي تجعل للفنون قيمة أكبر في الحيوية الاجتماعية التي نتطلع إليها، وتحفز كل فنان وفنانة لدينا لتقديم أروع ما لديه ويعبر عن ذاته الراقية في المجال الذي يبرع فيه، فللفنون قيمة أكبر من أن يتم تجاهلها أو تكون لازم فائدة تعليميا، هي تعبير عن روح المجتمع ودوره الحضاري على مر العصور، ونحن نمتلك الكثير الذي يمكن أن نقدمه للعالم في مختلف المجالات الفنية ولكن لا بد من الرعاية والاهتمام.