بالطبع جميل أن يستمتع المتنزهون بأجوائهم بعيدا عن استخدام الجوال، ولكني شخصيا لا أحبذ فكرة اختيار أماكن لا يوجد بها شبكات الجوال لأنه لا قدر الله لا يستطيع أحد التنبؤ بما قد يحدث، قد يحصل شيء طارئ يستدعي التدخل السريع أو طلب الدفاع المدني أو الإسعاف. بعض السلوكيات البسيطة من المتنزهين تحول طلعتهم للتنزه والمتعة إلى كارثة حقيقية لا قدر الله، وخاصة في ظل تكرار نداءات الدفاع المدني وتكرار التحذيرات التي يطلقها نجد أن البعض مستهتر بهذه التحذيرات، فنراه ينزل متعمدا للاستمتاع في هذه الأماكن الخطيرة للوديان ومجاري السيول، معتمدا على أنه يجيد السباحة أو أن مركبته ذات الدفع الرباعي تستطيع الدخول في الفيضانات والأمطار ومجابهة المخاطر، فتتوقف مركبتهم ويعرضون حياتهم وحياة من معهم والآخرين في الطريق للخطر.
مئات البلاغات التي تلقاها الدفاع المدني وأمن الطرق في مختلف مناطق المملكة لأشخاص يطلبون المساعدة والإنقاذ بسبب احتجاز مركباتهم نتيجة الأمطار والسيول، ولا يعلمون أن الموت قد يأتي في لحظة بسبب هذا التهور، وهناك بعض الحالات المعدودة انتقلت إلى رحمة الله، أشياء وتعليمات بسيطة قد تنقذ حياتنا أو حياة أحدهم بإذن الله، وهي اتباع تعليمات الدفاع المدني والالتزام بقواعد السلامة بالابتعاد عن أماكن السيول والبقاء في المنزل وقت اشتداد المطر، وتواجد عدة الإنقاذ بشكل مستمر في المركبة لاستخدامها وقت الحاجة، إبلاغ أكثر من شخص من العائلة أو الأصدقاء من الذين سيكونون بالمدينة بالمكان الذي سيتواجدون فيه (خاصة للمتنزهين)، ويا حبذا لو يكون من بين المجموعة أحد لديه إلمام بالإسعافات الأولية أو لديه دورات في عملية الإنقاذ كي يكون جاهزا لأي أمر يستدعي ذلك سواء للجماعة التي برفقته أو ممن حوله من المتنزهين.
حفظ الله الجميع من أي مكروه ودعواتي القلبية أن يستمتع كل من في هذه البلاد بأجوائنا الجميلة الساحرة والتي ستستمر عدة أشهر قبل أن يحل الصيف القادم.