والحقيقة أننا نجد الكثير من المبدعين على علاقة قوية وقريبة من والديهم الذين تربطهم بهم الكثير من الخصائص والصفات الشخصية مهما كانوا مختلفين معهم في بعض النقاط التي لا تعتبر أساسا في شذوذ قاعدة القواسم المشتركة بينهم.
وللأسف نجد الغالبية الساحقة من المبدعين والمخترعين العرب يواجهون بيئة اجتماعية لا تشجعهم على الإبداع والاختراع، فهم يواجهون سخرية وتطفل وفضولية مجتمعاتهم بسبب جهلها بما للإبداع من مردود اقتصادي واجتماعي إيجابي على المبدع ووطنه. الإبداع لا يعرف حدودا في المجتمعات الغربية المتحضرة، بل نجدهم يكرمون المبدعين ويدعمونهم كل في مجاله الإبداعي؛ لأنهم يعلمون مدى الفائدة الاقتصادية منهم عندما يطورون الفكر والعمل والمنتج. القبول الاجتماعي للمبدع في مجتمعه يساعده على الإبداع، حيث ينشط خياله الإبداعي ويزيد إنتاجه إذا لم تهيمن القيم الاجتماعية التقليدية المحبطة والمقيدة والكابحة لإبداعه وخياله.
تزداد الفائدة الاقتصادية بتزايد القبول والحرية الاجتماعية للمبدع ما دام إبداعه في إطار أخلاقي لا يتعارض مع القيم الاجتماعية في المجتمعات المحافظة وغيرها. وينمو الاقتصاد بنمو ثقافة الإبداع والابتكار بين أفراد المجتمع. القبول والتطوير المستمر لثقافة الإبداع والابتكار يزيد من سرعة انتشار الاختراعات والمنتجات لأن البحث العلمي والتطوير يقوم على ثقافة الإبداع والابتكار ما يجعل الأسواق مليئة بالمنتجات والخدمات بشتى أنواعها وبأسعار وجودة منافسة، ونجد سرعة الانتشار واضحة في الحاسوب وأجهزة الجوال التي تتعدد من حيث الميزات والخصائص والشركات المصنعة.
وفي الختام أرى ضرورة تشجيع المبدعين على الإبداع؛ لأنهم المحرك الرئيس للاقتصاد من خلال إبداعهم الذي يحول الأفكار إلى حقائق اقتصادية نراها في الأسواق، ومن الأهمية أن تشجع مؤسساتنا وشركاتنا المبدعين باحتضانهم وبتبني أفكارهم وتحويلها إلى منتجات تفيد المبدع والشركة والوطن.