ومما يبعث على الارتياح أن القطاع الخيري شهد خلال العقد الأخير تغيرات إيجابية، أولها تحوله إلى عمل مؤسسي بعد أن كان أكثره يقوم على العمل الفردي وردود الفعل للتعامل مع الحالات الطارئة والأزمات، كما شهد استخدام التقنية الحديثة وتوظيفها في تقديم الخدمات والمساعدات مما وفر الكثير من الجهد والمال وأسهم في المحافظة على كرامة المستفيدين ومشاعرهم، ثم توج ذلك كله بالتحول نحو التنمية الاجتماعية مواكبة للمستجدات العالمية والإقليمية، ولم يكن ذلك كله ممكناً -بعد عون الله تعالى- إلا بما يوليه ولاة الأمر لهذا العمل وبما يضربون به القدوة والمثل من جهودهم وبذلهم المادي والمعنوي، وكذلك جهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي أوضح وزيرها في كلمته في اللقاء عزمها على إطلاق العديد من المشاريع لتشجيع مؤسسات العمل الخيري وخاصةً في مجال تحقيق الاستدامة المالية سواء بإنشاء الصناديق الوقفية وتطوير التشريعات الحكومية والوصول بدعم المشاريع إلى 50% من تكلفتها والعزم على مضاعفة أعداد الجمعيات الخيرية في المملكة والتركيز على الجمعيات التخصصية والخدمات النوعية في عملها.
أما الأمر الآخر الذي يبعث على الثقة أيضًا فهو تولي الشباب من المواطنين قيادة هذه الجمعيات وهذا النوع من المؤسسات، وهي ظاهرة تزداد يوماً بعد يوم بما يملكونه من العزم والعلم والإرادة والإخلاص، ولعل الشباب القائمين على جمعية البر بالمنطقة الشرقية المنظمة لهذا اللقاء هم أنموذج واعد من هذه القيادات، يعينهم على النجاح بلا شك ما يلقونه من رعاية كريمة واهتمام من سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز. ولا شك أن مخرجات هذا اللقاء ونتائجه المتوقعة سوف تدفع بالعمل الخيري خطوات أخرى على طريق الإنجاز -بإذن الله-.