بعد الجولة العربية التي زار خلالها كلا من دولة الإمارات، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، وصولا إلى الجمهورية التونسية، يمضي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في تتويج كل نجاح برديفه.. خلال ترؤسه وفد المملكة في اجتماع قمة دول العشرين الكبرى التي تمثل ركيزة العالم الاقتصادية، ومحور الاقتصاد الدولي الذي يضبط إيقاع حركة الاقتصاد وتوجهاته، ليقطع الطريق على أولئك الذين يسوؤهم كثيرا أن يحظى بلد عربي - هو في الأصل ركن العروبة ومهد الإسلام - بهذه الموقعية الدولية، مثلما يضيقون ذرعا بوجود قيادة شابة استطاعت أن تزاوج في بلادها ما بين الأصالة والمعاصرة، دون أن تتخلى عن ثوابتها، ومبادئها، وقيمها الأصيلة، وأن تقدم لوطنها ومواطنيها خريطة طريق شفافة للتخلص من اقتصاد السلعة الواحدة، في ظل السباق العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، مما يهدد أي اقتصاد أحادي بدفعه للدخول إلى خانة الكساد، حيث جاءت الرؤية السعودية 2030 لتضع قواعد انطلاق الاقتصاد الوطني المتعدد الهويات، ولتؤسس لمرحلة ما بعد النفط، ولكن في ظل وجود النفط، وبقدرات البلد وهو بكامل عافيته، قبل أن تداهمها ظروف التغيير، وتجبرها على البحث عن مصادر بديلة في وقت قد لا تتوفر فيه كل أدوات التغيير.
ولأن المملكة بلد كبير ووازن في السياسة الدولية، وفي الاقتصاد الدولي، فإن الجميع كانوا يتخيلون أن عملية التغيير في بلد بهذا الثقل لا بد وأن تأخذ ردحا من الزمن قد يمتد لعقود أو ربما أكثر، قياسا على التجارب الدولية المماثلة، لكن هؤلاء نسوا أنه في حال وجود قيادة شابة تمتلك الكثير من مفاتيح التغيير والإلهام، وتراهن على كفاءة الشعب العظيم الذي يتمثل صلابته في جبل طويق كما أشار سموه في أحد أحاديثه التي راهن فيها على أبناء بلاده، نسوا هؤلاء أن هذه الكيمياء ما بين القيادة الشابة الواعية، والطاقات الشبابية التي فجرتها القيادة، منذ أن دعمتها بالثقة المطلقة، قادرة على اختزال ما يجب أن يعمل في ثلاثين عاما في أقل من ثلاثة أعوام، وهو ما أذهل الكثير من المراقبين الذين راهنوا على توقف المملكة عند قيادة المرأة للسيارة كأبرز أوجه التغيير، لتثبت الظروف أن الكبار هم من يصنعون كبرياءهم ليظلوا كبارا كما هم دائما، ومع الكبار في قيادة العالم.