وقال المحلل السياسي التونسي مصطفى القلعي لـ«اليوم»: الشعب التونسي بعد ثورته منح ثقته لحزب حركة النهضة، وتوهم أنه حزب مدني، لكن هذا الحزب خذله بعد أن حن إلى أصوله الإخوانية، التي بنيت على العنف المسلح، وهو نهج الجماعة الإرهابية، التي تسعى من خلاله إلى تغيير الأنظمة الحاكمة وأفكار المجتمعات التي يعتبرونها كافرة.
وأضاف القلعي: أولا: ليس من المطروح الآن على هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المطالبة بحلّ حركة النهضة، فالمسألة سياسيّا دقيقة والتعامل معها حذر جدّا ولا بدّ من سدّ كلّ الثغرات وتجنّب الارتدادات.
» معركة قانونية
وأوضح القلعي: ثانيا: المطالبة بحلّ النهضة، وهي لم تغادر الحكم منذ ديسمبر 2011 إلى اليوم، لا يكون إلاّ بعد توجيه القضاء لها اتهامات صريحة بالضلوع في أعمال إرهابيّة وبالتحوّز على جهاز أمني أضرّ بأمن تونس وهدّد سيادتها وشوّش على الدولة.
وتابع: «المعركة ليست هيّنة، ونحن نريدها قانونيّة قضائيّة سليمة من حيث الإجراءات وقويّة بالحجج والإثباتات. كما أنّ هناك ملفّات أخرى قويّة ومتينة في الطريق، لاسيما ملفّ تجنيد حزب حركة النهضة الشباب التونسي وتسفيره للقتال في الخارج، هذا الملفّ سيهزّ الرأي العام مستقبلا لا لأنّه جديد، بل لأنّه سيكون مدعّما بكلّ الإثباتات والأسماء والأدوار».
» كشف المتورطين
وأكد القلعي ثقة الشعب التونسي بالسلطات القضائية، ورفضها توغل حركة النهضة على اختصاصاتها، لافتا إلى أن التونسيين كافة لا يريدون إلا الحقيقة وكشف المتورطين في تكوين الجهاز السري وتنفيذ الاغتيالات السياسية، التي باتت تهدد أمن واستقرار بلادهم. من ناحيته، أفاد الخبير بشؤون حركات الإسلام السياسي، ماهر فرغلي، بأن حزب حركة النهضة التونسية يرتدي عباءة السياسة لتنفيذ أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن العمل السري في صلب عقيدة الإخوان، إذ يدربون شبابهم على السرية من خلال أجنحة أمنية واقتصادية، مؤكدا أن الجهاز السري لحركة النهضة تم تكوينه منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، حيث خططت عناصره لاغتياله.