DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الترجمة» مهنة متخصصة تساهم في نقل التراث العالمي

«الترجمة» مهنة متخصصة تساهم في نقل التراث العالمي
ساهمت الجماليات والدقة التي يقوم بها المترجمون في جعل الشباب يعودون بشكل كبير وأكثر من السابق لممارسة القراءة، وذلك يتضح من خلال اختيارهم للكتب المترجمة أيام معارض الكتاب في الوطن العربي.
قراء جدد
وصف رئيس تحرير مجلة (القافلة) بندر الحربي المرحلة الثقافية الحالية بمرحلة الاهتمام بالترجمة، مشيرا إلى أن السنوات القليلة السابقة شهدت تطورا في هذا المجال، وقال: أرى أن الترجمة الآن تحقق انتشارًا أكثر مما سبق بفعل عدة عوامل، حيث أصبح اسم المترجم أحد المعايير في تقييم الكتاب، إضافة لتمتع القارئ بوعي أكبر وقدرة على تقييم الكثير من المنتجات الثقافية ومنها الترجمة وذلك بفعل المنصات الإعلامية الكثيرة.
وأضاف: كما أن المؤلف بطبيعة الحال - أيَّا كانت جنسيته - لم يعد يكتفي بمحيطه المحلي من القراء، وأصبح ينظر إلى الفضاء العالمي، فهناك قراءه الجدد الذين يعرفهم ويعرفونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل حتى المؤلفات نفسها في سوق الكتب العالمية أصبحت أكثر نضجًا ويبذل في كتابتها وتأليفها الكثير من الجهد.
واستطرد الحربي قائلا: أخبرني أحد الناشرين العرب أن جوجل بعد أن رفع من مستوى المعرفة انعكس ذلك على الكتب إجمالًا، الأمر الذي مكن القراء من تقييم مجموعة من الأساليب الكتابية والاختيار بينها، وكوّن لديهم ذائقة تبحث دائمًا عن الأجمل والأكثر فائدة. وكذلك على المستوى الرسمي، فقد أصبح الاهتمام بالترجمة مرادفا للتطور والانفتاح على معارف العالم، وهكذا نجد اليوم جوائز تحمل أسماء سامية في عددٍ من الدول العربية مخصصة للترجمة والمترجمين.
استثمار الترجمة
وأضاف المتخصص في الترجمة رائد الجشي: يتكون العمل المترجم من ثلاثة عناصر مهمة تتحكم بنوع الانتشار فإما تساهم بشكل فعال أو تكون سببا لانتكاسته، وهذه العناصر هي «المترجم» و«النص» و«دار النشر».
وأضاف الجشي: يجب استثمار العمل المترجم بشكل جيد من قبل الأطراف جميعها ومراعاة الجودة والدقة والفائدة الأدبية أو العلمية المتجددة والمغايرة مع كل عمل، حيث تفتح الترجمة التأويلية الإبداعية الآفاق لذات المترجم وتجعل معاملته مع المؤلفين الآخرين الذين يستهدفهم أكثر سهولة، ويوطد علاقته مع القراء المعجبين ويجعلهم عملاء لنتاجه الإبداعي، وهذا ما يؤكد أن المترجم الجيد سيرفع من أسهم دار النشر، فيما تساهم السمعة الطيبة للدار بشكل أو بآخر في دعم المترجم.
الحاجة للترجمة
فيما يقول المهتم بالترجمة وائل العمري: وجهة نظري المتواضعة أن العلوم تتطور بالترجمة، والتلاقح الحضاري يزيد بالترجمة وعلومها، أما الحديث عن الترجمة بأنها تفقد قوتها وجمالها فربما لا يعبر عن الواقع الحقيقي. دليل ذلك مشروع «كلمة» للترجمة والذي يعمل على الكثير من العلوم والمعارف وترجمتها للغة العربية ليقدم للقارئ العربي محتوى ثريا ومعرفة موثقة تساعد في نهضة الفكر والثقافة العربية.
وأضاف العمري: أعرف شخصيا عددا من دور النشر المتخصصة التي تتعامل مع مترجمين محترفين لنقل نماذج مميزة من الأدب العالمي للغة العربية، لذلك كلنا نتفق على أن العالم يحتاج للترجمة طالما الناس تقرأ.
ضرورة ملحة
من جانبه يقول الشاعر والمترجم عبدالحميد القائد: الترجمة هي اختراق البحار، هي سفينة نوح العصرية، وهي تمخُ السماوات نحو اكتشاف الكون، معانقة الثقافاتِ المتعددة، الترجمةُ هي عشق العالم، هي وقود التطور البشري.
وأضاف: احتفل العالم في 30 سبتمبر الماضي باليوم العالمي للترجمة، وهو يوم مجيد للاحتفال بالترجمة والاحتفاء بالمترجمين انطلقت منذ عام 1953، لتؤكد أن الترجمة ما عادت هواية بل أصبحت من المهن التخصصية التي أصبحت ضرورة ملحة تزداد أهميتها يومًا بعد يوم لنقل واختراق التراث العالمي. لنتخيل العالم بدون مترجمين ماذا سيكون عليه الحال، كيف تتفاهم الشعوب، كيف تنتقل المعرفة، كيف تنتقل الزهور لتعطر العالم. هذا العالم الذي أصبح قرية وربما أصغر بسبب تقنية المعلومات وثورة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي. كل هذا التقدم المذهل ما كان ليحدث ويكتمل دون الترجمة. وبطبيعة الحال فإن الترجمة تحقق الانتشار أكثر من السابق، مع زيادة الوعي في مجتمعنا ومواكبته للتطورات اليومية على صفحات الإنترنت. كتّاب وروائيون كثر غزوا أرواحنا مؤخرا ولكن بحب عبر الترجمة. كل هذا يحدث مع عودة الشباب للقراءة بشكل أكثر من السابق وخاصة قراءة الروايات وهذا ما نلاحظه بجلاء في حياتنا اليومية.