بعد محادثات مطولة بين وفدي الشرعية اليمنية والميليشيات الحوثية في العاصمة السويدية انصاع الحوثيون لمتطلبات الأمم المتحدة، وتمخضت المحادثات عن اتفاق تضمن ما طرحته الشرعية لتسوية الأزمة العالقة باليمن من نقاط تعكس في حقيقة الأمر الانتصار الساحق للشرعية على قوى الطغيان والجبروت والبطش التي مورست من قبل العصابات الحوثية وأعوانها حكام طهران الذين أرادوا تحويل الأراضي اليمنية إلى منطلق يسيطرون من خلاله على دول المنطقة ويعمدون إلى نشر طائفيتهم وأساليب فتنهم وإقامة حلمهم الأسطوري بإشادة الدولة الفارسية المزعومة على أنقاض إرادة وسيادة وحرية الدول العربية، غير أن ما حدث في السويد قطع خط الرجعة على أولئك المرجفين بإقرارالنقاط الأممية للتسوية التي تعكس انتصار الشرعية على الانقلابيين بعد حرب ضروس استمرت زهاء سنوات أربع خرج بعدها الحوثيون يجرون أذيال الخيبة والاندحار والهزيمة.
ولاشك أن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها يضع حدا لغطرسة الانقلابيين وصلفهم حيث كانت مخططاتهم تستهدف الحفاظ على هذه المدينة لاستمرار عدوانهم على الملاحة الدولية ومنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المتضرر من ألاعيب الانقلابيين واستمرائهم سفك الدماء والتخريب ونشر الدمار والفساد في أرض اليمن، كما أن تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئها يمثل صفعة على جبين المتمردين الذين كانوا يرفضون باستمرار الوجود الأممي في المدينة وموانئها ليستمر عدوانهم الغاشم على اليمنيين والعبث بمقدراتهم وحرياتهم.
والنقطة المتعلقة بإيداع جميع إيرادات الموانئ في البنك اليمني المركزي هو انتصار كذلك للشرعية التي نادت بهذا الإيداع، وتجيء النقطة المتعلقة بإزالة جميع المظاهر العسكرية في الحديدة تعزيزا لوجود الأمم المتحدة في المدينة وموانئها وكذلك إزالة الألغام من المدينة لدعم الشرعية اليمنية التي نادت مرارا وتكرارا بإزالة تلك المظاهر والكشف عن الألغام لتدميرها والخلاص منها.
وتلك النقاط مجتمعة تؤكد ارتفاع راية الشرعية على الأراضي اليمنية الحرة، وتؤكد في الوقت ذاته اندحار الحوثيين وهزيمتهم المنكرة أمام إرادة الشعب اليمني وأمام المقتضيات الأممية التي حرصت على حقن دماء اليمنيين ورفع الظلم عنهم وبسط الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، وانتهاء المفاوضات بهذه الطريقة ينهي الصراع الدائر في اليمن شريطة التزام المتمردين بكل النقاط التي جاءت في صلب المفاوضات وعدم خرقها ليعود السلام إلى الديار اليمنية التي حرمت طويلا من الأمن والاستقرار والطمأنينة.