كون الانترنت كما كنت اقول بالامس ارتبطت وفقا لاحصاءات استخداماتنا لها في العالم العربي، بفكرة الترفيه واللعب اكثر من اي شيء آخر، فهذا لا يعني اننا متخلفون ومن الصعب ان نتعاطى معهاه بالشكل الجاد في ادارة حياتنا والكثير من انشطتنا المؤسسية والمعلوماتية في المرحلة القادمة.. بل لعلي وبحكم اهتماماتي في مجال الصحافة الالكترونية، فإن المواقع الإعلامية الصحفية والإخبارية المعلوماتية تتنامى يوميا ولها زوار وتحظى بكم اعلاني جيد مقارنة بعمر الشبكة وعمر المواقع والخدمة المحلية لها في كل بلد الغالب الأعم من المواقع بالعربية تتسم بالطابع الترفيهي المعلوماتي الذي يسعى لتوفير منتديات للحوار وغرف الدردشة وبريد الكتروني مجاني ووصلات موسيقية وبطاقات الاهداء الخ.. وظني ان الرهان على مؤسسات التجارة والصناعة واقتصاد السلع والخدمات كالشركات والبنوك ذات العلاقة المباشرة بمصالح مع الجمهور بربط خدماتها الكترونيا عبر مواقعها على الشبكة سيساعد كثيرا في ترويج صورة منتجة وجادة للانترنت في الاوساط الشعبية المحلية.. ويسهم في نشر وعي بالاستخدامات العملية للشبكة بين شرائح مختلفة من المجتمع.. وهذا في حد ذاته، عندما يكتشف الافراد مزايا الرفاهية وتوفير الوقت والجهد واساليب الوساطة وما الى ذلك للشبكة العنكبوتية، سيعزز من الدور الجاد والعملي للانترنت ويقلص كثيرا من مفاهيم اللهو وربما السمعة السيئة التي ارتبطت بها في ذهن الكثيرين في مجتمعنا.. وكما اسلفت فان مبادرة قطاع الخدمات لتحويل نشاطاتها عبر الانترنت وقيام مؤسسات الدولة هي الاخرى بتوفير برامجها وخدماتها الكترونيا سيشجع هو الآخر على ارتباط الجمهور بالشبكة وتكريس الأنترنت كوسيط عصري مهم في انتقالنا كمجتمع لمرحلة المعلوماتية.. والاكيد ان تركت الانترنت خارج حسابات الاوساط التجارية والرسمية فالنتيجة تأجيل صريح لوجودنا على خارطة المجتمعات المتقدمة.
