ديربي الرياض بالفعل كان مرضيا للجميع، فكل من تابع تلك المباراة أشبع حواسه الكروية من الألف إلى الياء، فكل شيء في محيط الرعب كان حاضرا بدءا من الملعب الجميل والتفاعل الجماهيري وتقلبات المباراة ونتيجتها النهائية التي كانت في مهب الريح، وكان بالإمكان اتجاهها للأزرق أو للأصفر ولكنها في النهاية انحازت للتعادل العادل!
الجمهور النصراوي خرج منتعشا وفرحا فهو ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وإن كان جزء منه يتحسر على عدم قدرة نجومه من قلب النتيجة وتسجيل ريمونتادا لا تنسى، ولكن العودة بعد التأخر بهدفين في نظر الكثير من محبي العالمي كان جميلا. ومن التاريخ الذي أتذكره فالنصر عاد في ثلاث مناسبات بعد التأخر بأكثر من هدف، أولها الرباعية التي لا تنسى في آخر ٢٠ دقيقة، وثانيها في المريع الذهبي بعد تقدم الهلال بهدفين في مباراة تسببت في إيقاف النعيمة عن أي نشاط رياضي، وثالثها كانت ديربي الأسبوع المنصرم بينما لم يتمكن الهلال إطلاقا من تعديل أي نتيجة سابقة له مع النصر بعد التأخر بهدفين!.
الجمهور الهلالي في المقابل كانت فرحته بأن النتيجة لم تؤثر على مركزه والنصر لم يستطع تقليص الفارق النقطي بالذات مع تعثر الأهلي، ولكن الكثير من جماهيره تحسرت على ضياع فوز مهم بعد التقدم بهدفين وإضاعة أكثر من انفرادية كانت من الممكن أن ترفع الغلة إلى الرقم ٤ في الشوط الأول، كما أنها تشعر بأن الحكم أخطأ في حقهم خطأ مزدوجا بعدم احتساب جزائية الفرج، وطرد كاريلو ناهيك عن أن الهدف النصراوي الأول كان من لمسة يد للاعب نصراوي بعد اعتراضه لتمريرة إدواردو لم يتنبه لها الحكم وكانت تستوجب الخطأ والكارت الأصفر إلا أنها انتهت بهدف نصراوي!.
ما لم يكن مرضيا للجميع هو التغريدة الغريبة من رئيس نادي النصر ومن ثم رد رئيس الهلال عليه وتلك التغريدات تتسبب في زيادة الشحن والتعصب بين جمهوري الفريقين، ولن تضيف للمنافسة شيئا فالديربي كان مرضيا للجميع، لأن كل تفاصيله كانت داخل الميدان، أما الإثارة والصخب خارجه فإنها لا تؤكل عيشا!.
نتمنى أن تكون كل الجولات القادمة مرضية للجميع!.