ننسى أننا سنقف يوما مع أولادنا وأن لكل عصر طريقة تفكيره وقناعاته، ننسى جيلهم ونفرض عليهم أفكار جيلنا، وقد نقسو عليهم في حالة اختلاف الأفكار، وهنا تظهر المشكلة الرئيسة «الفجوة بين جيل الآباء والأبناء» بكل أبعادها العمرية والفكرية والثقافية والعادات والتقاليد، ناهيك عن تمركز التكنولوجيا الحديثة واحتلالها المركز الرئيس في دائرة حياتهم، وننسى التطور السريع الذي يحدث على مختلف الأصعدة.
فكيف إذا نسارع لردم هذه الفجوة، بعد التوكل على الله بالطبع يجب فتح قنوات حوار لحضاري معهم قبل أن نقول لهم (لا).
حوار دون إقصاء لآرائهم أو تهميشها، ودون ترهيب وفرض قراراتنا الخاصة وآرائنا عليهم بالقوة للحفاظ على التواصل دون ضغط أو إكراه لأن الضغط والإكراه عاملان رئيسان لقطع العلاقة الودية والثقة الضرورية بيننا وبينهم، كما يجب وجود ثقافة حوار حضاري داخل الأسرة، نسمع ونتفهم، فلا للنقد المفرط، ولا للأوامر، ولا لمعاملة الأبناء كالأطفال، ولا للشك في تصرفاتهم الدافعة للكذب والخداع والسلوكيات غير المرغوبة، ولا للتدقيق في الأخطاء، نعم للنقد مع التوجيه، ونعم للحزم، لكن مع الحب والإقناع ولابد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، العقاب الإيجابي الذي يعرفون من خلاله التمييز بين الخطأ والصواب بشرط اشتماله على الحب والرحمة، يجب أن نتذكر أن جمود العواطف بين الآباء والأبناء دمار. نستطيع أن نقضي على كل الصراعات والصدامات إذا تفهمنا طبيعة التغييرات التي يمرون بها خلال مراحلهم العمرية كلها خاصة مرحلة المراهقة. المرحلة الحرجة التي تحتاج للاحتواء والتفهم، محاور شخصية النشء كلها تتشكل في هذه المرحلة، ولتقويتها علينا أن نفهمهم أكثر ونشجع استقلاليتهم بالحب والاحتواء نشعرهم بالأمان والاحترام والثقة.
الشباب يحتاج لفهم ودعم أسري ومجتمعي كامل، وعلاقة الاتصال تحتاج لوقت طويل ومثابرة دون ملل، جلوسنا معهم أكثر يحميهم من أنفسهم ومن أصدقاء السوء في كل مكان ومن مواقع الإنترنت السيئة.
يجب غرس مفهوم الوطنية والانتماء في نفوسهم وهذان من الأمور المفروضة دينيا ووطنيا.
ولا ننسى توفير البيئة المدرسية المناسبة لتطوير الشخصية وإشباع الحاجات لتطوير الفكر والإبداع.
أكرر يجب أن نسمعهم بالقلب قبل الأذن وقبل أن نقول (لا) نفكر بعمق «فالأذن التي تسمع أفضل بكثير من الأذن التي ترفض» دون تفكير.