وكنت زرت مدينة جدة مرارا وتكرارا، وجمالها برحابة قلبها في احتضان الناس من كل ركن ومن كل منطقة وتسامحها وحسن تنوعها. والجمال في حائل والشمال والحدود الشمالية لمسته ورأيته بجمال الناس شكلا وكرم أخلاق. والجمال في الجنوب هو تلك الجينات اللافتة في الجمال الخاص بعيون أهلها، بسعتها، وتلون قزحياتها لتتحد مع جمال طبيعتها وروعة تضاريسها.
والأحساء منطقتي المدللة جمالها في دفء عواطف أهلها وثقافتهم التقليدية والتواضع مهما برزوا وتفوقوا. وجمال القصيم أنها أميرة نجد الشمالية بمزارعها، وعنيزة بجمال تفوق أهلها وولعهم بها، وبريدة التي تنتج العبقرية فكرا ومالا. وسحرتني كل من المذنب والرس ولي معهما موعد لقاء حب قريب.
إن عقل الإنسان يصنع أمرين، الجمال ونقيضه. لذا أتعجب أشد العجب من الذين يتصارعون طائفيا وقبليا ومناطقيا وجنسا.. العقول الجميلة ترى الوطن جدارا متحدا بُني بطوبٍ ملون يبهج منظره النفس.. وبعض العقول الخربة تدعو لخلع الطوب من الجدار والتراشق به. هؤلاء هادمو سكينة أي أمة.
لا نحتاج عصا سحرية لتغيير العقول نحو جهة الجمال.. بل نحتاج عقولا راجحة بالتربية والإعلام والتعليم، تعمل على بقية العقول.
وأخيرا وليس آخرا.. يا لجمالكم.