إن بلادنا في معظمها حينذاك كانت صحراء قاحلة لا تقوى على الزراعة وجبالنا صخور قاسية لا تساعد على التواصل فلا أرضنا تعمرها الأنهار والبحيرات ولا جبالنا تكسوها الثلوج والغابات، وكنا على ظهور الحمير والجِمال ولم نكذب وكنا نعاني من الفقر والجهل ولا ننكر أهلنا في القرى كانوا يستغلون المواسم وأهل الصحاري يتتبعون العشب والماء وسكان السواحل ما يجود لهم به البحر.
كنا بدوا ولنا الفخر، وكنا أصحاب إبل ونخل ولا يعيبنا ذلك.
ولكن عندما أنعم الله على هذه البلاد بثروة النفط أشعلناه في عروق مملكتنا وشمرنا عن سواعدنا وأصبحنا شريكا لأقوى دول العالم، حولنا طرقاتنا الضيقة إلى طرق فسيحة، وقضينا بالجامعات على الجهل، وأبدلنا بيوت الحجر والطين بناطحات السحاب، غزونا الفضاء وساهمنا بالاختراعات وأنشأنا المعامل من حين ساق الله لهذه البلاد المقدسة مهبط الوحي وقبلة المسلمين مؤسس هذا الوطن الكبير الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه الكرام، سنوات قصيرة لا تقاس بعمر الدول الأخرى حققنا خلالها الكثير من الإنجازات الميدانية والكثير من القفزات النوعية لو رآها ذلك الجيل لظنوا أننا في الجنة!.
إن جيل اليوم يمتلك الروح مثلما يمتلك الوعي ويتكئ على ما تعلمه وعلى ما يدور حوله؛ لأنه يرى بلادنا تخوض من أجله أشرس المعارك وهو في أمن وأمان ويراها تحبط أخطر المخططات وهو في سلم وسلام، إنها حرب قذرة مكشوفة من قنوات معروفة وشخصيات مشبوهة نبصرها ضد رؤيتنا الشابة وضد بلادنا المسالمة فشلت فيها كل محاولات العملاء ومخططات الخونة في شق هذا الصف وفي تفتيت هذا الكيان بالتحريض أو بالشائعات وما علموا أننا كنا وسنظل في خندق الجنود تحت سماء قيادتنا أوفياء من أجل مقدساتنا ومقدراتنا، ومن أجل ألا تنتظرنا مخيمات اللاجئين كما يريد حساد هذه البلاد الطاهرة!