تنخفض قيمتك الأخلاقية في نظر الناس عندما تقهقه على أخطاء أو زلات الآخرين أو تسخر من مظهرهم أو مواقفهم المحرجة التي يتعرضون لها. عليك أن تتضرع بالدعاء لله ليخلصك من هذا الداء إن كنت مصابا به. فإن كنت من أولئك الذين يتحفزون للتهكم والسخرية من الآخرين في كل مناسبة وفرصة، فمصيبتك في نفسك كبيرة.. أنت بهذا السلوك والتصرف أقرب ما تكون للبلاهة الممزوجة بسوء الخلق. يقال: إن من يكثر «التعييب» على الآخر، هو أكثر الأشخاص عيبا وشعورا بالنقص.. هذا التفسير قد يكون حقيقة في بعض الحالات، فأكثر المتهكمين والساخرين هم الأقل حظوة بالجمال والوسامة، بل إن بعضهم يكاد يفتقد أبسط معاييرها، وفي حال أنك صادفت شخصا بوجه جميل يسخر من الناس، فاعلم أنه بأحد حالين، إما غيور يحاول تقبيح الآخرين ليبدو هو الأجمل والأكمل و(هذا في ظنه طبعا)! أو أنه شخص (قبيح جدا من الداخل) لديه شعور قاس بقلة الثقة بالنفس، ورداءة في الأخلاق نتيجة لتنشئة اجتماعية متردية تعرض لها.
بشكل عام، هناك سمات مختلفة تميز شعوب العالم، فهناك مجتمعات يتصف معظم أفرادها بالهدوء ويكونون على درجة عالية من التهذيب الأخلاقي والسلوكي، التهكم والسخرية وسيلتهم للتسلية والضحك والتنفيس والانتقام!!. فألا يستحثنا هذا الوضع المكشوف في ثقافتنا أمام الملأ أن نحاول تحسين ذوقنا وأخلاقنا التي نبرزها أمام ملايين المراقبين وألا نهبط إلى أدنى درجات التهذيب ونقوم بالسخرية من كل ما هو لصيق بنا وبثقافتنا؟..
ليست السخرية وحدها التي يجب انتزاعها من لغة التواصل بيننا، فكل سلوك غير مهذب لا يقوم على الاحترام والذوق يدخل ضمن الفكرة، لكن الحديث بشكل خاص عن قضية الاستهزاء بالآخر و«موضة قصف الجبهة» أصبحت ظاهرة في لغتنا كثيرا، سواء لغة التواصل الاجتماعي الإلكتروني أو التواصل المباشر!!
فإن كنت تتهكم على الآخرين وتسخر منهم بسبب تقليدك ومسايرتك للآخرين في محيطك الاجتماعي والثقافي فيجب عليك التخلص سريعا من هذا السلوك، أما في حالة أنك تفعل ذلك لأسباب نفسية وأخلاقية فأنت تحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي أخلاقي مركب.
الثقافة العامة هي انعكاس لممارسات الأفراد في المجتمع، فإذا شب الأفراد فيه على طباع معينة متواترة بينهم أصبحت بمرور الزمن لصيقة بهم وبحضارتهم التي ينتمون لها وأصبحت ثقافتهم وأخلاقهم موسومة «بوصم» معين لا ينفكون عنه. أيضا ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بالتشوه الفكري والأخلاقي الذي يعاني منه بعض مستخدميه، كذلك أظهرت هذه المواقع إشكاليات الاحترام والذوق الذي تعاني منه مجتمعات أخرى برمتها، لذلك احذروا الوصمة الثقافية المخزية.