كمثال لا يمكن استيعاب طريق دائري تسير فيه السيارات ببطء شديد يصل إلى حد التوقف نتيجة الازدحام، مع عدم وجود حلول حتى ولو كانت هنالك أعمال على الطريق. تستطيع الهندسة المرورية اقتراح حلول عملية وفاعلة لها متى تم توظيفها بشكل صحيح، ولا حاجة لإحالة الازدحام إلى أعمال الطريق، أو كتابة لوحة أسف أمام أعين المارة للتنصل من مسؤولية الاختناق، وإرجاء الحل إلى اكتمال المشروع بعد عمر طويل، نستطيع فعلا لو حفّزنا الجامعات على تدعيم هذا التخصص، واستقطاب المبادرين من ذوي المهارات أن نحل الكثير من المشكلات المرورية، ونجعلها أو نجعل بعضها على الأقل وراء ظهورنا، بشرط توفر النية الصادقة، وعدم التعامل مع قضايا الاختناق المروري على أنها قدر لا مفر منه، أو الاعتماد فقط على الحلول التقليدية كالتحكم بالإشارات الضوئية يدويا، أو اللجوء إلى فكرة السد والفتح العشوائي لبعض المداخل والمخارج، هذا مجرد إثبات وجود وليس حلا.
إجراء مسح هندسي لحركة المرور، يحدد وقت ومكان الاختناقات في كل منطقة على حدة، وقراءتها بعناية، وإشراك الجامعات والمهتمين في دراستها، ثم تفعيل الهندسة المرورية بصلاحيات عملية واسعة، كل هذا كفيل بالوصول إلى حلول منطقية لمعظم هذه الاختناقات وتجاوزها. هذا رأيي.