اليوم مع معالي الوزير حمد آل الشيخ، نحن أمام حديث عن مراجعة الوعاء الزمني للأعوام الدراسية، وأن هنالك أربع سنوات من بين (12) سنة دراسية يقضيها الطالب على مقاعد التعليم العام في مراحله الثلاث، هي في نظر الوزارة «في الوقت الراهن» سنوات مهدرة، ويمتد الحديث باتجاه اختصار الوعاء الزمني للدراسة بحيث يكون 4 سنوات للمرحلة الابتدائية، وسنتان للمرحلة المتوسطة، ومثلها للثانوية، مع اختصار الأسبوع الدراسي إلى 4 أيام فقط بإلغاء دوام يوم الخميس.. وهنا نلاحظ أننا عدنا إلى مناقشة المربع الأول، في حين كان كل ما يثار فيما مضى يتصل بالمناهج أو تأهيل المعلمين أو البيئة المدرسية، وهذا يعني أننا فعلا نفتقد وجود مشروع إستراتيجية وطنية للتعليم بملامح واضحة، بحيث يكون دور كل مسؤول هو الإضافة إليها أو تهذيبها، وليس العودة كل مرة إلى نقطة الصفر.
أنا فعلا لست ضد هذه الرؤية - إن صحّتْ - لأن العبرة في التعليم أبدا لم تكن بالمدد، ولا بحجم المناهج، وإنما بجودة المحتوى وآليات التنفيذ، فهل نفعلها ونؤسس لإستراتيجية تعليمية وطنية كبرى، حتى نضمن أن نجني عملا تراكميا يفضي بنا للوصول إلى نظام تعليمي يأخذ بيد بلادنا إلى ما نتطلع إليه؟