DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الأخدود» تعود إلى ألفي عام.. وتحكي قصتها سورة «البروج»

تضم مسجدا يعود تاريخه إلى القرن الهجري الأول

«الأخدود» تعود إلى ألفي عام.. وتحكي قصتها سورة «البروج»
الأخدود من مدن المملكة الأثرية وتحتوي على قصص وشواهد تاريخية وتعد من أغنى المواقع الأثرية في المملكة، وأهم معلم حضاري وسياحي وتاريخي لمدينة نجران؛ لما تحويه من كتابات ونقوش على الأحجار يعود تاريخها إلى أكثر من 1750 سنة تقريبا. وهي المدينة التي ورد ذكرها بقصة «أصحاب الأخدود» في القرآن الكريم.
» أسرار وحريق
ويعود تاريخ هذه المدينة إلى ما قبل 2000 عام، وما زالت بقايا مدينة أصحاب الأخدود تبوح بالأسرار، ومن أغرب الأسرار فيها هو بقاء منطقة الأخدود كما هي، فعظام الكائنات التي أُحرقت من بشر وحيوانات، لم تكن محفوظة في مدافن ورغم ذلك ما زالت محتفظة بوجودها وبقيت كما هي. كما تبوح هذه المنطقة بسر آخر، حيث نفت المزاعم أن السكان القدماء كانوا عمالقة أو ضخام البنية، بل جاءت النقوش لتؤكد أن الأرجل والكفوف الموجودة لم تمثل فرقا بين الإنسان قاطن الأخدود في تلك الفترة وبين الإنسان الحالي، لكنهم كانوا أشداء أقوياء، كما وجد أيضا بعض الحلي، حيث تشير عمليات التنقيب إلى اعتماد سكان الأخدود على الفضة والبرونز والذهب في الزينة.
» أقدم مسجد
منذ أن بدأ التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية تم اكتشاف العديد من الأثريات والأواني الفخارية، وأدوات الزينة والعملات، وتشير شواهد القبور إلى احتواء المدينة الأثرية على جزء من القبور الإسلامية المدوّن عليها أسماء أصحابها وتاريخ وفاتهم، ويوجد بها أيضا مسجد يعود تاريخه إلى القرن الهجري الأول، وهو من أقدم نماذج العمارة الإسلامية في منطقة نجران، وبني المسجد من الحجر والطين بمساحة كبيرة تتوسطه خمسة أعمدة على شكل مربع. كما أن اللافت للنظر أن المسجد لا يحتوي على محراب، ويعود تاريخه إلى سنة 100 هـجري، ويقع في الجزء الشمالي من الأخدود.
» سياحة وحضارة
ورغم مرور آلاف السنين، ما زالت العظام الهشة السوداء والرماد الكثيف، شاهدة على الحريق الهائل، وعلى الخنادق التي أُضرمت بها النار، وقد ذُكرت قصة أصحاب الأخدود، بالقرآن الكريم في سورة «البروج».
والزائر لمدينة الأخدود سيجد مباني متهدمة تبقى منها الأساسات والجدران، وبعض القطع الحجرية الضخمة كالرحى ومنطقة السوق التجاري، كما سيجد أيضا بعض الكتابات والنقوش على الصخر بالخط المسند، الذي كان يستخدمه عرب الجنوب، كما ينتشر في المدينة الفخار، الذي كان الأداة المستخدمة في ذلك الوقت.
وتتمتع المنطقة بوجود آثار ومواقع مهمة تعود للفترات البيزنطية والأموية والعباسية، وكلها تؤكد أن المنطقة كانت ذات موقع تجاري زراعي مهم وعمق حضاري لافت، وهو ما جعل منطقة نجران إحدى المناطق الجاذبة للسياح العرب والأجانب، الذين قطعوا آلاف الكيلو مترات لمشاهدة إحدى أهم القصص التاريخية العظيمة.