لذلك اهتم الإسلام بالعلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، سواء علاقة الآباء مع الأبناء، أو علاقة الأبناء مع الآباء، أو علاقة الأبناء فيما بينهم، والأسرة هي اللبنة الأولى لتكوين المجتمعات، ومما يدل على علاقة الأخوة ومكانة الأخ ومنزلته عندما اختار نبى الله موسى -عليه السلام- أخاه هارون وزيرا، دون غيره من الناس، حيث قال الله «واجعل لي وزيرا من أهلى هارون أخى».
تحضرني قصة أهل قرية كانت لهم بئر يشربون منها، وحصل أنه كلما أدخلوا الدلو في البئر أتى الحبل بدون الدلو، تكررت الحادثة وصارت إزعاجا لأهل القرية؛ لمعرفة السبب في ذلك، حتى قالوا إن البئر مسكونة من الجن، ونريد أحدا من أهل القرية ويأتينا بالخبر ومعرفة السبب، وجاء رجل للقيام بهذه المهمة، ولكن بشرط أن يمسك أخوه الحبل معهم، فاستغرب أهل القرية من طلبه، وهم مجموعة أقوياء، وقادرون على سحب الحبل، فأحضروا أخاه، بناء على طلبه، ودخل الرجل البئر فوجد قردا يفك الدلو داخل البئر، فحمل القرد على رأسه دون أن يخبرهم وسحبوا الحبل، نظروا فوجدوا شيئا غريبا يخرج من البئر، فظنوا أنه شيطان، فتركوا الحبل وولوا هاربين، ما عدا أخاه الذى أمسك بالحبل، وخرج أخوه من البئر، وعرف جميع أهل القرية أن الله جعل أخاه سببا لنجاته.
إن الله جعل شد العضد بالأخ، ولا يغرنك كثرة من حولك، ففي وقت الشدة لا تجد إلا إخوانك. الأخوة من أجمل الروابط الأسرية التي تربط أفراد الأسرة، هذه الرابطة هي رابطة الدم الواحد الذي يجري في عروقهم، ولا يمكن أن تجد رابطة مثل رابطة الأخوة على وجه الأرض.
الأخوة من أرقى العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء ومواجهة الصعاب في الدنيا، يمضى الأخ والأخت في علاقات يسودها الحب والود والتفاهم والتراحم يدا بيد ولا يعرف قيمة الأخ إلا من عاش في الدنيا وحيدا.
يجدر بنا أن نحرص على توثيق علاقتنا بإخواننا وأخواتنا فى زمن أصبحت العلاقات متصدعة، وعلى أتفه الأسباب تؤدي إلى قطع العلاقات بين الإخوة.