الذكاء هو أن تجعل الناس يفهمون قولك أو فكرتك ببساطة.. وليس العكس. وأنه من الأسهل أن تعقد الأشياء، والأصعب أن تبسطها. البساطة تتطلب خطفة ملاحظة، وإداركا لماحا، وبرق استنتاج، وومض ظهور. والبساطة تدخل العقل أسرع.. وتبقى أطول!.
يتفق العاميون وحتى بعلم اسمه ميكانيكية الإدارة على أنك إن أردت أن تقتل موضوعا فشكل له لجنة. لأن اللجنة تعقد الموضوع، فيكون كالسلك الدقيق المتشابك يصعب فك اشتباكاته. لذا اعذروني إن كنت من غير المتحمسين لما يسمى بالعصف الذهني، حيث يجتمع المجتمعون لنقاش فكر أو رأي، ولا يخرج رأي ولا فكر من شدة التعقيد في النقاش، والتفرع المتفرع في النقاش، والنقاش للنقاش، وتجربة قوة الحناجر، وإثبات الحضور بالرأي المعاكس. فلا يخرج فكر ولا رأي.. ويبقى العصف، وتشتد عاصفته. رأيت أن العالم غيره أشخاص بسطاء كغاندي، ولكنه أعيا فلاسفة السلام ودعاة الحروب. قوانين الجاذبية من أبسط القوانين، وتشكيلاتها هي التي تبدو معقدة، إن البساطة هي سؤال نيوتن بلحظة وعي لمحي: لماذا سقطت التفاحة من فوق؟ ثم أتبعها بسؤال أبسط وأذكى ببساطته غير مجرى علم الفيزياء والحركة، وهو: «لماذا لم تسقط التفاحة إلى أعلى؟!».