» بداية المشروع
انطلق مشروع «توثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة» بعد إقرار مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز في اجتماع المجلس عام 2008 ضمن أكبر المشروعات العلمية للدارة وبإسهام من مراكزها الثلاثة في مكة وجدة والطائف. ويعكف على تطويره ليكون متاحاً للمتخصصين والمهتمين في دراسة المجتمع وتوثيق التاريخ الوطني.
» إجراءات فنية
يدعم المشروع خبرات في مجال التعامل مع المعلومة التاريخية، فقد بدأت فرق العمل على فهرسة المحتوى وتقسيم النسخة الرقمية للمصادر، وربطها بالتسجيلات الببليوجرافية، التي وصلت إلى ما يقارب 15 ألف تسجيلة حتى الآن، وعملية التسجيل مستمرة على مدار اليوم، كذلك تسيير عملية ربط النسخ الرقمية مع تسجيلاتها، ومراجعة الجودة للتسجيلات المدخلة وضبطها.
» معطيات المشروع
تحتوي دراسة المشروع على مكونات البناء الاجتماعي، التي تتمثل في بناء المنازل والمواد المستخدمة وأبرز المهن الموجودة في المجتمع السعودي، والملابس التقليدية للرجال والنساء، والزينة والحلي للجنسين ودلالاتهم الثقافية والاجتماعية وعلاقتهم بالبيئة الجغرافية، إضافة إلى الصيد البري والبحري وارتباط ذلك بالبيئة الصحراوية والساحلية، والأدوات المنزلية في المدينة والقرية والبادية، والأسلحة الخفيفة والثقيلة، والحرف والأعمال الحرفية وارتباطها بالحياة الاجتماعية.
فضلاً عن معطيات المشروع، الذي قامت به الدارة على مستوى مناطق المملكة عام 1996، وكان بغرض مسح مصادر التاريخ الوطني من الذاكرة الشعبية والصور والوثائق الخاصة والعامة والمخطوطات والمكتبات.
» نقلة حضارية
وتؤكد الدارة من خلال هذا المشروع، الذي سيتم تحويله إلى موسوعة «توثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة» الحفاظ على تلك الجوانب، التي كانت موجودة في مناطق المملكة بعد حدوث النقلة الحضارية في فكر وبنية المجتمع ووجود أنواع من الجوانب الثقافية داخل المجتمع، ما أوجد انفتاحًا مجتمعيًّا وإحداث الكثير من عمليات التأثير والتأثر.
» دعم القيادة
وتثمّن الدارة اهتمام وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- رئيس مجلس إدارتها، ورعاية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس إدارة الدارة -حفظه الله- وهذا ما جعل منها مؤسسة علمية متقدمة في منتجها العلمي والتقني ضمن اهتمام الدولة بالتاريخ الوطني ومصادره المختلفة، والاعتزاز بنشره بالوسائل الإلكترونية لتقريبه للجيل الجديد وربطه بالأجيال السابقة من خلال مسارات عدة ومنها السياحة التاريخية، وما رؤية العلا، التي أطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله- مؤخرا إلا أنموذج كبير وفاعل على عناية القيادة بالمعالم الفكرية والعمرانية وتطلعاتها الحثيثة نحو استظهار القيم الإنسانية، التي تحتضنها أرض المملكة العربية السعودية، كما أن افتتاح حي الطريف المطور مؤخرًا وجعله معرضًا مفتوحًا للمواطن والسائح وللتاريخ والتأمل، وقبلهما إعلان مشروع جدة التاريخية، كل ذلك يعمق في عقل الجيل الجديد أصالة وطننا الغالي، ويعزز الهوية الوطنية، ويعكس الوفاء لأجيال من السعوديين بنوا وعمّروا الأرض تحت دعم أئمة وملوك المملكة العربية السعودية منذ آلاف السنين.