DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خبراء: الإرهاب والتطرف لا دين أو مذهب لهما

خبراء: الإرهاب والتطرف لا دين أو مذهب لهما
أكد خبراء وسياسيون أن حادثة قتل المصلين في نيوزيلندا تعتبر أبشع وأكبر عملية إرهابية تستهدف مسلمين في دولة غير إسلامية في 2019، وهي تشبه حادثة كندا عام 2017 عندما اسُتهدف مسجد في منطقة كيبيك.
وشددوا في حديثهم لـ«اليوم» على أن الإرهاب والتطرف لا دين لهما أو مذهب، وهو نتاج للعسكرة التحريضية الفكرية الدينية التي تنتهجها بعض المؤسسات التي تأخذ على عاتقها محاربة الإنسانية والبشرية والأديان الأخرى المختلفة معها.
» تنافي الشرائع
من جهته، قال رئيس البرلمان العربي، د. مشعل السلمي: إن هذه الأعمال الإرهابية الغادرة والجبانة التي تقوم بها عصابات إجرامية عنصرية، تُعد جريمة بشعة تنافي كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، وتنم عن كراهية بغيضة وتمييز عنصري ضد المسلمين، مطالبا بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المساجد والضرب بيد من حديد على من يحاولون تهديد الوئام الاجتماعي ومن يقف وراءهم، والتصدي بكل حزم للدعوات العنصرية وخطابات الكراهية ضد المسلمين، مؤكدًا على ضرورة تكاتف جهود دول العالم في مواجهة الإرهاب، بما يسهم في وضع حد للداعمين له، ومحاصرة عناصره الإجرامية، وتجفيف منابع تمويله، وتقويض قدرته على تنفيذ مخططاته الخبيثة.
» خطابات الكراهية
وقالت المتحدثة الإعلامية بمنظمة التعاون الإسلامي، مها عقيل: تعتبر حادثة نيوزيلندا أبشع وأكبر عملية إرهابية تستهدف مسلمين في دولة غير إسلامية في 2019، وهي تشبه الحادثة التي حصلت في كندا 2017 عندما اسُتهدف مسجد في منطقة كيبيك، وأضافت: هناك حوادث اعتداء كثيرة حصلت هذا العام والأعوام السابقة من اعتداء على مساجد وأشخاص وخاصة النساء المحجبات، ويجب تعاون وتكاتف الجميع من قادة الدول والسياسيين وجميع أطياف المجتمعات لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية.
وأشارت عقيل إلى أن تقرير مرصد منظمة التعاون الإسلامي للإسلاموفوبيا كشف عن تصاعد موجة الخوف من الإسلام وخطابات الكراهية لاستيلاء شخصيات وأحزاب سياسية يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام على الحكومات، وارتفاع عدد الهجمات على المساجد والمراكز المجتمعية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، وزيادة التمييز والتعصب ضد المسلمين منذ يونيو 2018، حتى بلغا أعلى مستوياتهما خلال نهاية العام.
» الإرهاب الدموي
وقال أستاذ العلوم السياسية د. وحيد حمزة هاشم: التطرّف الفكري والإرهاب الدموي المتمخض عنه من أخطر السلوكيات الإنسانية التي يرتكبها المتطرفون تجاه البشرية أيًا كانت معتقداتهم أو مذاهبهم، والتطرّف الفكري نتاج لخطاب تحريضي يدفع للكراهية والحقد ومن ثم الغضب وارتكاب أعمال إرهابية ضد من يختلف معهم أو يعاديهم، وضد الأبرياء، وما فعله المتطرف اليميني الأسترالي في نيوزيلندا نتاج للعسكرة التحريضية الفكرية الدينية التي تنتهجها بعض المؤسسات التي تأخذ على عاتقها محاربة الإنسانية والبشرية والأديان الأخرى المختلفة معها، والتطرّف والإرهاب عدو البشرية الأخطر الذي يتطلب تعاونا دوليا وثيقا للقضاء على جرثومته الدموية التي مع الأسف تنتشر في الأماكن التي تضج بمشاعر العداء والحقد والكراهية.
» مذبحة جديدة
من جهته، لفت المحلل السياسي والإستراتيجي، اللواء حسين محمد معلوي، إلى أن العالم كله تفاجأ بمذبحة جديدة حدثت ضد المسلمين في مسجدي نيوزيلندا، القاتل الرئيسي في أحدهما أسترالي وصفه رئيس الوزراء الأسترالي بأنه إرهابي يميني متطرف، كذلك وصفته رئيسة وزراء نيوزيلندا، بينما وصفته فقط بعض وسائل الإعلام الغربية بالاعتداء، ولَم تقل «اعتداء إرهابي»، وزاد: إن ظاهرة الكراهية للإسلام قد أدت إلى تعرض المسلمين في مسجدين في مدينة كراسيت تشيرش في نيوزيلندا خلال أدائهم للصلاة إلى هجوم مسلح أودى بحياة العشرات.
وأضاف معلوي: لقد سبق هذا الاعتداء اعتداءات مشابهة في أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها ضد المسلمين، ومن الواضح أن ما حصل هو نتيجة للحملات الغربية الرسمية والشعبية والإعلامية التي قادها المتطرفون اليمينيون ضد الإسلام فيما عرف بالإسلامفوبيا، وتابع: إن هذه العناصر المتطرفة ما زالت تفكر بطريقة وعقلية التمييز العنصري للرجل الأبيض في القرون السابقة، التي تعطيه الحق بأن يكون السيد في كل شيء، ولكن العالم تغير وعلى الغرب أن يدرك أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية ولا وطن، وعلى الغرب أن يوقف التحريض ضد المسلمين الذين تعرضوا لسلسلة من المجازر والإبادة.
» قتل الأبرياء
وقال المحلل السياسي سامي البشير المرشد: قتل هذا المجرم لعشرات المصلين الأبرياء وهم يؤدون صلاة الجمعة، هو دليل على أن هذه الجرائم والتطرف ليس لهما دين ولا عرق ولا مذهب والإرهاب هو «إرهاب»، ويجب عدم تبريره أيًا كان منفذه ومهما كانت ديانته أو مذهبه أو فلسفته، فقتل الأبرياء جريمة لا تغتفر ولا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال.
وشدد المرشد على ضرورة إجماع المسؤولين السياسيين لوضع تعريف حقيقي للإرهاب دون تسييس أو توجيه بأن كل عملية قتل لنفس بريئة يُعد إرهابا أينما كان ومن أي جنسية، والجريمة عمل إرهابي جبان مدان ومستنكر من الجميع.
» فتيل التطرف
بدوره، أكد الخبير السياسي مبارك آل عاتي، أن الاعتداء المرعب في نيوزيلندا يثبت بالفعل أن الإرهاب لا دين له ولا عرق ولا وطن، وأن الحقد والكراهية وقود متأصل يشعل فتيل التطرف في كل وقت وفي أي زمن.
وأضاف: لا تزال الجاليات المسلمة في الغرب وفي الدول المحسوبة على الغرب تتلقى ضربات اليمين المتطرف المستشري والمؤجج بتسريبات الإعلام والفكر المؤدلج ضد المسلمين، وفي الوقت الذي قطعت فيه المملكة ومعها العالمان العربي والإسلامي شوطا كبيرا وناجحا في محاربة التطرف ومكافحة التمييز العرقي والديني ووضعت التنظيمات القوية التي تحرم وتجرم كل ما يثير الكراهية للأديان والأعراق، نجد أن هناك تخاذلا غربيا واضحا ضد استشراء اليمين المتطرف وتغاضيا عن انتشار الإسلاموفوبيا، والحكومات ومؤسسات الفكر الغربية مدعوة ومطالبة ببذل جهد حقيقي وصادق لنشر الاعتدال والتسامح تجاه الإسلام والمسلمين أسوة بما قامت به السعودية والدول العربية في الانفتاح على الآخر.