رغم ان فيصل سعد الخوفي لم يتجاوز الثامنة والعشرين من العمر إلا أنه متزوج من 3 نساء، ولا يستبعد ان يتزوج الرابعة، لا بل هو من أشد المتحمسين للتعدد، رغم انه يقول ان كل من يدعو إلى هذه الفكرة يواجه بالرفض والمعارضة وأحياناً بالسب والشتم، وخصوصاً من النساء..ولكنه يرى ان التعدد هو أحد الحلول الأربعة الممكنة لمسألة زيادة نسبة النساء على الرجال، فهناك خيار ان نقتل عددا منهن، أو نسمح بالمحرمات، أو نقبل بسلبيات العنوسة، أو نقبل بالتعدد.
ورغم ذلك فهو يتحفظ على التعدد حينما يتجاوز الإنسان الخمسين من العمر، ويشجع ان يكون ذلك في سن الشباب، وان يكون الزواج من داخل البلاد، وليس من خارجها. ويؤكد على ان يكون التعدد من أجل القربة إلى الله سبحانه وتعالى، وليس لأشياء أخرى.
في هذا الحوار الذي أجرته معه (اليوم) يطرح الخوفي آراء جريئة، لنقرأها:الشريعة حسمت الأمر
@ نعرف بأنك احد الشباب الذين حرصوا على التعدد حدثنا عن ذلك؟
ـ التعدد ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فقال (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) والله سبحانه وتعالى يقول( الشيطان يعد كم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) فالتعدد في زماننا واجه الكثير من المعارضة من الناس, أما أن يكون مؤيدا , واما ان يكون محايدا , واما ان يكون معارضا لهذا التعدد والقضية ليست قضية مؤيد او معارض ولكن الشريعة حسمت هذا الأمر وأباحت التعدد للرجل.
عصر التعدد
@ إذا هل ترى أننا في عصر التعدد , خاصة مع كثرة العوانس والمطلقات، وفي ظل وجود المغريات من فتن وخلافه؟
ـ هذا مما لاشك فيه وفي بعض الدول العربية يمنع التعدد , حيث القوانين الوضعية لا تجيز ذلك بينما , نظام رب العالمين أباح هذا الأمر , وفي بعض الدول الأوربية تجد الرجل له زوجة واحدة وألف عشيقة ولديهم العشيقة حلال والزوجة حرام , هذا من تشريع البشر , بينما يقال ان نسبة النساء في الدول العربية ضعف نسبة الذكور , وهذه إحصائية قديمة وأما في البلاد الأوربية فتزيد , وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في البخاري ان من اشراط الساعة ان يكون لخمسين امرأة قيم واحد , هذا بدأ ينتشر في الوقت الحالي , نحن امام هذا العدد الفائض من النساء لدينا 4 حلول لا خامس لها , اما ان نقتل العدد الزائد من النساء , وأما ان نسمح للنساء بالعهر والفجور , وأما أن نحبسهن ليتحملن العنوسة والصبر الشديدين وأما ان نفتح باب التعدد , الذي احله الله سبحانه وتعالى , حيث قال (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فالحقيقة نحن الآن في عصر من كانت لديه الاستطاعة والقدرة فهذا من أوجب الواجبات عليه، وعليه أن يدخل في هذا الباب , أي باب التعدد.
عوانس... ويرفضن
@ ولكن هناك من النساء من تجاوزن الأربعين عاما ويرفضن الزواج من رجل متزوج؟
ـ هذه أرزاق يقسمها رب العالمين وبعض النساء لا يرغبن في ذلك , وقد يكون لديها سبب معين يمنعها من الموافقة ولكن في الغالب فأن المرأة التي تتعدى سنا محددا توافق على الزواج.
يقال أن للتعدد أسبابا, وفي الحقيقة فإن الزوجة الواحدة لا تكفي رجلا , ولكن المؤمن حينما يتزوج يجب ان يكون ذلك بقصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى , ولذلك كان الصالحون في كل وقت يعددون , وعلى ضوء هذا نفهم أثر ابن عباس في صحيح خير الأمة اكثرهم نساء ,أما إذا أراد الأمر لشهوة فواحدة تكفي ولكنه يطلب هذا لمقاصد شرعية جليلة , هذا التعدد أمر أحله الله وسنه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , ولكن لابد من العدل , والاستطاعة , وكثير من الناس تكون لديه أسباب دنيوية , فهذا ننصحه أن لا يعدد بسبب هذه الأمور , وأنما تكون نيته رضا الله سبحانه وتعالى وجنته.
@ كيف يستقبل الأشخاص هذا التعدد؟
ـ هذا التعدد أحله ربنا جل وعلا , وفيه مصلحه للبلاد والعباد, وبه يقضي على الفساد, ولكن الناس في هذا الزمان استقبلوا هذا الأمر بمنتهى الشناعة , وكثير من النساء يشتمون من يقدم على التعدد , ولكن الحكم لله سبحانه وتعالى هذا الأمر ما شرعه الله إلا وبه مصالح لنا.
الحاج متولي
@ هل مسلسل الحاج متولي أثر في نفوس بعض الشباب؟
ـ هذا المسلسل ما رأيته , ولكن سمعت عنه , وهذا المسلسل غرس في عقول كثير من الناس , نتائج سلبية ونتائج ايجابيه , ولكن هو كغيره من المسلسلات به محرمات , ولكن هناك نقطة أريد ذكرها وهي ما أعظمها من مصيبة وما أكبرها من طامة حينما يكون الحرام سهلا ميسرا والحلال صعبا معسرا , كثير من الشباب يريد الزواج ولكن يرى المهور مرتفعة والتكاليف صعبة.
القدرة المالية
@ هل المقدرة المادية شرط أساسي للتعدد؟
ـ لا شك بأن العدل والقدرة المادية شرطان اساسيان في هذا الأمر ولكن كثيرا من الناس يظن بأن القدرة المادية هي أن يكون لديه مليون ريال , هذا غير صحيح , وكثير يظن أنه إذاعدد سوف يفتقر , وهذا غير صحيح , وخطأ 100% وكثير من الناس يبتعد عن التعدد بسبب الحالة المادية , والصحابة والسلف الصالح ضربوا لنا أروع الأمثلة في هذا الأمر , والزواج الميسر يطرح الله فيه البركة وكثير من الناس تزوج بمبالغ باهظة , وباء بالفشل ,والآن نسبة الطلاق في ارتفاع شديد جدا خصوصا في دول الخليج.
الزواج من الخارج
@ هل تؤيد الزواج من الخارج.
ـ أنا ضد من يؤيد ذلك , ولا أنصح به لأن النساء لدينا كثيرات والدين والأخلاق والجمال موجود فيهن , بل قد يقع الشخص في محاذير شرعية وملابسات ويكون القصد من الزواج المادة فقط.
لم أندم
@ لم تندم يوما من الأيام على أنك تزوجت من ثلاث وأصبحت من أهل التعدد؟
ـ ما ندمت قط , ولكن الشيطان يجتهد حتى لا يقع أي شيء فيه تطبيق لشرع الله وأن كانت معصية فأن الشيطان يشجع ويزين له ذلك , وكم من الناس اعرف من لديه زوجة واحدة وتريه نجوم الليل في النهار , وكم من الناس , اعرفهم لديهم اكثر من واحدة وحياتهم مباركة , ويعيشون في منزل واحد , وبينهم سعادة ومحبة.
المبكر أفضل
@ هل تنصح ان يكون التعدد في سن مبكر للشباب؟
ـ من خلال معرفتي بهذا الأمر فأن أفضل سن للتعدد هو في أول الشباب , كلما استطاع الانسان ان يعدد مبكرا , كان ذلك افضل لأنه لا فائدة للتعدد إذا بلغ الانسان 50 سنة , والتعدد في أول الشباب يعين على العدل .
@ ولكن نحن في عصر به متطلبات الحياة صعبة جدا بكل تأكيد التعدد سوف يزيد من هذه المصاعب؟
ـ حب الرفاهية في العيش والخوف من الفقر والحذر من حديث الجهلة من الناس , وخوف الفشل في نظري من أبرز العوامل التي أدت بكثير من الناس إلى معارضة التعدد وعدم الاقدام عليه.
@ هل تنصح بالتعدد؟
ـ هذا سؤال مهم جدا , هذا الموضوع عندما يطرح بين الرجال يكونون بين مؤيد ومعارض ومتحفظ, اما النساء فرأيهن واحد غالبا , ولكن القضية في نظري حسمتها الشريعة الإسلامية , حينما أباحت التعدد للرجال فالقضية ليست انت مؤيد أو معارض وإنما السؤال الصحيح هل التعدد مناسب أم لا ؟
رسالة ونداء
@ رسالة ونداء الى من توجهه؟
أما النداء فهو لكل فتاة إذا تقدم الرجل الصالح الكفء فاحذري أن ترديه , او تكثري عليه الطلبات , حتى يبارك الله لك, وعليك بالحجاب والستر والعفاف وأوصيك بالدعاء و فإنه سلاح المؤمن.
أما الرسالة الثانية فلدي ثلاث رسائل:
الأولى: إلى كل أب اتق الله في بناتك ولا تكن حجر عثرة في طريق سعادتهن , واختر لهن الرجل الذي يحب الله ورسوله.
أما الثانية فإلى كل شاب لا يكن همك من المرآة الجمال فقط , فسوف يأتي يوم ينتهي , ولكن عليك بذات الدين , فان السعادة كل السعادة معها.
اما الثالثة فإلى كل فتاة عدد عليها زوجها , اختي الكريمة انا لست هنا حتى اقنعك بهذا الامر ولكني أقول أن الدنيا قصيرة , والسعادة كل السعادة والنعيم والراحة ليست في الدنيا, بل في الآخرة فالدنيا إذا كملت في زوج لم تكمل في أولاد وإذا كملت في أولاد لم تكمل في وظيفة , وإذا كملت في وظيفة , لم تكمل في صحة , فالنفس البشرية فيها شهوات ورغبات ولذات كبيرة جدا غير محدودة , ولا يسدها إلا نعيم الجنة , لأن الجنة غير محدودة فمن الظلم ان نجعل غير المحدود في المحدود , فمهما تحصل الانسان من النعم والشهوات فأنها لا تسده بل يطلب المزيد والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسالم في معنى الحديث (لوكان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ان يكون له ثالثا، ولايملأ عين ابن آدم الا التراب)أو كما قال. وكما قال الله تعالى في نعيم الجنة (ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون) فكمال الشهوات والرغبات يستحيل أن يكون في الدنيا , حتى لو ملك الانسان الأرض كلها وعاش الف سنة ويجب ان نعلم أن الدنيا للابتلاء والاختبار سواء أعطي الانسان فيها أم حرم , فهي ابتلاء واختبار , فإذا صبر الانسان وحمد الله أفلح ونجح في الاختبار وأن سخط وعارض خاب وخسر , نسأل الله العافية , والسلامة.
@ ماذا تنصح من يريد الدخول في هذا الأمر؟
ـ انصح من يريد الدخول بهذا الأمر تقوى الله عزو وجل , وأن لايدخل في هذا الأمر لاي مقصد من مقاصد الدنيا نهائيا , حتى لو كان محتاجا يدخل في هذا الأمر لأجل الله فقط , وسوف يجد التوفيق والسداد من عند الله سبحانه وتعالى , أما من يدخل لمقاصد دنيوية فقط فأن الله لا يبارك له في هذا الأمر , وقد يفشل هذا الزواج وليس هذا في التعدد فقط بل في أشياء كثيرة , فيجب ان يضع تقوى الله أمام عينيه دائما , وعليه بالدعاء والاستخارة , لأن الانسلن قد يكون مخطئا في الإقدام على هذا الأمر , وكذلك عليه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى, إذا رأى الإقدام أصلح , وعليه بتصحيح النية قبل الزواج وبعده لأن الشيطان حريص جدا على أن يفسد نية الانسان , في أمور الدنيا فقط , حتى لا يحصل على الأجر.
@ كلمة أخيرة؟
ـ أوجهها للرجال والنساء أن يتقوا الله فيما بينهم فالرجل يحسن إلى المرأة لأجل الله فقط , ليس لأنه محتاج اليها فإذا قصرت في أي شيء من حقوقه فإنه يستر القبيح ويغفر الزلل , ويعلم ان الكمال لله , كما في الأثر (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع) .وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وقوله( استوصوا بالنساء خيرا) وقوله (لا يكرمهن الا كريم) والمرأة يجب عليها ان تحسن إلى زوجها , وأن تعامله وتكرمه وتحبه لاجل الله فقط , ليس لأنها محتاجة اليه , فإذا رأت منه شيئا او قصر في حقها يجب عليها ان تستر القبيح وتغفر الزلل وتستر عليه ولا تتكلم في المجالس أمام النساء , وان تدعو له بظهر الغيب , وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم , في معنى الحديث (أيما امرأة اطاعت زوجها وصلت فرضها وحفظت فرجها قيل لها ادخلي من أي ابواب الجنة شئت) فهنيئا لمن صبر على زوجته لاجل الله وهنيئا لمن صبرت على زوجها واكرمته لأجل الله , ولنعلم أن الشيطان لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يزهد الرجل في زوجته , ويريه منها القبيح ويزهد المرأة في زوجها ويريها منه القبيح حتى يذهب الود وتقل المحبة يوما بعد يوم ويكون الطلاق ويفرح الشيطان , كما ورد في الحديث , فإنه اصعب شيء على الشيطان أن يتم الزواج بالحلال وافرح شيء عليه أن يفرق بين الزوجين.