تاريخنا الإسلامي غني بالكثير من الأمثلة التي تُبين أهمية دور المرأة في نهضة العلم، كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والخنساء الأديبة والشاعرة، والعالمة عائشة الباعونية، والعالمة فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندي، وغيرهن من النساء المستشارات منذ العصور القديمة.
كمجتمعات متقدمة تعي وتعطي الآخرين حقوقهم يجب علينا النظر إلى المرأة كجزء لا يتجزأ من المجتمع، حيث إنه لا يمكن لا الاستغناء عنها ولا الاستهانة بها؛ لأنها رمز العطاء، القوة والاجتهاد والتحمل، نؤمن بوجود فوارق بينها وبين الرجل كما ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم (ونسلم بالفوارق بينهما)، ولكن مع ذلك استطاعت التفوق وإبراز نفسها وأنها قوية ولا يمكن لأحد أن يستهين بعقلها أو قراراتها، وساهمت في نهضة المجتمعات من خلال تطوير ذاتها وأيضا الدور الذي تقوم به داخل المنزل وخارجه فهي (حتى في وجود مساعدة منزلية) المسؤولة الأولى به وبالاهتمام بالأطفال وتربيتهم لما لها من دور في تنمية ووعي أطفالها، وثقتهم بأنفسهم، وتكوين شخصيتهم وتهيئتها. وبسبب أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل لا بد أن يبقى تحت مراقبة الأم ومتابعتها القريبة إذ إن ما يتلقاه في السنوات الأولى يستمر معه لبقية حياته.
وأيضا هي امرأة مكافحة في خارجه، فهي تعمل وتساعد رب الأسرة وتقف جنبا إلى جنب معه في مساعدته على تدبير شؤون الحياة، كما أنها قادرة على ممارسة جميع أعمالها.
وفي عهد حكومتنا الرشيدة وبفضل وعي قادتنا بأهمية دور المرأة في المجتمع فقد استطاعت أن تتقلد أفضل المناصب وأن تتألق في مجالات عديدة وأثبتت أنها كفيلة وقادرة على إبراز قوتها وجدارتها، وأصبحنا نرى العديد من النساء اللاتي أصبحن يمتلكن العديد من الشركات الخاصة وتستطيع أن تدير فرق عمل مختلفة وفي مجالات شتى، وتتفوق وتمتاز بها على نظيراتها من النساء في الدول المختلفة التي تتشدق بإعطاء المرأة حريتها، بل على العكس من ذلك شاهدنا على المستوى العالمي القيود المفروضة عليهن في عدة مجالات كما أنهن يواجهن العديد من المعوقات التي تحول دون المشاركة في الحياة المجتمعية الطبيعية، فالحمد لله أولا وأخيرا على بلادنا التي تحكم بشرع الله والتي جعلت من القرآن الكريم وسنة نبينا دستورا لها.