يقوم القطاع الخاص في أغلب دول العالم بأدوار مهمة في التوظيف واستقطاب الايدي العاملة الوطنية مما يساهم في تقليص نسب البطالة فالوظيفة الحكومية ليست مقياساً للنجاح والأمان الوظيفي كما يعتقد البعض سابقاً بل مع نمو وتطور القطاع الخاص يستطيع الفرد تحقيق نجاحات وتأمين مستقبله بإذن الله ،وكذلك العمل في هذا القطاع لا يعني العمل موظفاً بل يتجاوز ذلك إلى إنشاء مشروعك الخاص سواء صغيراً او كبيراً بشرط اختيار المكان المناسب والفكرة المناسبة والتخطيط لها بشكل جيد.
بالتأكيد تصيب الحيرة الشخص عندما يريد اقتحام مجال الأعمال وافتتاح مشروعه الخاص ولا يعلم أين يتجه ولذلك يأتي دور أصحاب الخبرة والممارسة لإرشادك إلى الطريق الصحيح وهذا ما تقوم به الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) من خلال إطلاق ملتقيات بيبان في مختلف مناطق المملكة التي تعنى بتهيئة البيئة المناسبة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة وإعطاء الأفكار المناسبة للمقدمين على المجال التجاري بشكل عام، بما يضمن استمرارها ونموها، ويحفز دخول منشآت جديدة للسوق باحتواء المبادرين والمهتمين بمجال الأعمال، وإنشاء المشاريع وتجاوز مراحل التأسيس بسلاسة، والتعرف على مراحل استقطاب المستثمرين، وخطوات إجراءات الجهات الحكومية وجهات الدعم والتمكين ويقدم لهم استشارات في كيفية استثمار تجارب الآخرين لتوسيع مداركهم الإدارية في بناء هيكل مشاريعهم وإنجاحها، وهو بذلك يشرع كل باب إجرائي وإلهامي أمام الشباب والشابات ويأتي ذلك من خلال إقامة عددٍ من الدورات والبرامج المتخصصة في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى توفير عددٍ من الاستشارات ومراكز تقييم الأفكار والابتكارات الريادية.
تم إطلاق هذا الملتقى بنسخته السادسة في المنطقة الشرقية والذي يختتم فعالياته اليوم السبت بمركز معارض الظهران وهو يهدف إلى تنمية المشاريع التجارية لتساهم بدورها في تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 نحو رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 20% إلى 35% ولذلك أعتقد أن مشاركة شباب وشابات الاعمال في مثل هذه الملتقيات ضرورة مهمة لكل صاحب منشأة أو لمن يريد اقتحام هذه المجال فالعشوائية لا تأتي بنتائج ايجابية بل على العكس نتائجها سلبية وربما تؤدي إلى خسائر لا تحمد عقباها ، فهي تعد منصة شاملة تقدم حلولًا عملية لتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة والعمل على تحفيز الابتكار للمساهمة في إمداد السوق المحلي بأفكار إبداعية تحقق عائدات مجزية للاقتصاد الوطني بما ينسجم مع رؤية المملكة .
لدينا الكثير من التجارب والمشاريع المحلية التي انطلقت من الصفر ومن ثم حققت نجاحات مهمة لنفسها ووطنها وأصبحت تساهم في دعم اقتصاده ولديهم المئات من أبناء وبنات الوطن الذين يعملون لديهم بكل أمان واطمئنان.
أحد القوانين الاقتصادية يقول ( كن الأول ولا تكن الأفضل ) أتمنى من المقدمين على المشاريع التجارية التفكير في هذا القانون وتطبيقه على أرض الواقع.