للتوجه الإداري الحديث دور أساسي في فهم الموظف والتعاون معه وجعله جزءا من القيادة من خلال المشورة والمشاركة في صنع القرار فيما يخص وظيفته والشركة. لقد تبنت الشركات الغربية بشكل طوعي الإدارة بالأهداف والإدارة بالمشاركة بينما البعض الآخر منها تبناها تحت ضغوط كبيرة، التغيير في النمط القيادي دليل على وعي المدير العالمي وانفتاحه نحو العالم، لكن هذا لا يكفي إلا إذا توافرت المعرفة والمهارات الضرورية لتطوير الشركة عالميا.
يواجه المدير العالمي عدة تحديات تحكم نجاحه مثل اللغة والثقافة والمجتمع والمنافسة والسياسات الحكومية والموظفين المتنوعي الثقافات والجنسيات، بالإضافة إلى خبرته ومعرفته الإدارية المحلية تحت الظروف العالمية الجديدة، حيث لا يمكن تعميم النظرية الإدارية في جميع أنحاء العالم وفي جميع الحالات. فالإدارة في اليابان قد تكتسب طابعا يابانيا يعتمد على ما يسمى بالإدارة اليابانية التي يحكمها أسلوب فريق العمل، بينما تعتمد الإدارة الغربية وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية على المجهود الفردي. فالثقافة لكل بلد تضيف إلى الإدارة العالمية مذاقا محليا يعطيها رونقا متميزا لكنه لا يؤثر بشكل سلبي في النتائج في معظم الحالات، بل قد يكون ضروريا للحفاظ على القيم الإدارية المحلية. فالتدريب اللغوي والثقافي بشكل عام يتطلب استعداد الموظف وتقبله للمجتمع الجديد فكم من مدير لم يكمل مهمته بسبب عدم التكيف مع الثقافة الجديدة.
يتعامل المدير العالمي مع مزيج غير متجانس من الموظفين من الناحية الثقافية والعادات والتقاليد والدين والجنسية، لذلك يتطلب الأمر التعرف على التنوع وتقبل الاختلافات الثقافية من غير تحيز لكونها تختلف عن ثقافته ما يجعل التكيف مع البيئة الجديدة سهلا، خاصة عندما يتوافر التدريب للتعريف بالثقافة الجديدة من كافة الجوانب.
وفي الختام، يجب إعداد المدير العالمي السعودي للقيام بمهامه الوظيفية بدرجة كافية لنجاح مهمته في الدول التي يوفد إليها للعمل. فالتعرف على ثقافة الدولة يسهل على المدير العالمي عمليات الاتصال المتعلقة بنشاطات الشركة. ولنتذكر دائما أن الشركة لا تعمل بمعزل عن البيئة التي تزاول فيها نشاطاتها المختلفة. مرونة وانفتاح المدير العالمي يساعدانه على التكيف مع البيئة الجديدة ويقللان من تكاليف تدريبه وإعداده للمهمة الدولية.