أولا لا بد من الاعتراف بأن وزارة الداخلية قد قدمت للمواطنين والمقيمين عبر بوابتها الإلكترونية «أبشر» خدمة نوعية لا نظير لها على الإطلاق في بلادنا، عندما اختزلتْ المسافة ما بين خدماتها وبين الناس بكبسة زر، واختصرتْ الوقت إلى أقصى مدى بحيث يكون الوقت الذي يحتاجه تركيب اسم المستخدم وكلمة المرور أطول من وقت تنفيذ الخدمة، والأجمل أيضا أنها لم تقتصر في بوابتها على خدماتها وحسب، وإنما ربطتْ عمل هذه البوابة الفريدة مع جهات أخرى كالصحة والبنوك وغيرها مما جعلها علامة فارقة في مسيرتنا في الأتمتة باتجاه اكتمال منظومة الحكومة الإلكترونية، والتي نتمنى كمواطنين ومقيمين أن تكون هذه البوابة أنموذجًا يحتذى لبقية الجهات والأجهزة.
هذه كلمة حق يجب أن تسبق أي ملاحظة عن خدمات هذا القطاع الحيوي، أما الملاحظة فهي تتصل بكاميرات الأحوال المدنية، وهنا أريد أن أتحدّى أن تجد أي مواطن أو مواطنة راضيا عن صورته في بطاقة الهوية الوطنية، والتي غالبًا ما يلتقطها موظفون عاديون، وغير محترفين في مجال التصوير، وفي ظروف غير مهيّأة غالبًا، وحتى أكون منصفًا فإني لا أعرف عن كفاءة الكاميرات ذاتها، ما أعرفه أن الغالبية العظمى يخرجون بصور تشبههم لكنها لا تمثلهم كما يحبّون، والمشكلة أن هذه الصور، هي الصور المعتمدة رسميا بعد ذلك، فهي صورتك في بوابة أبشر، وعلى جواز السفر، ودفتر العائلة، وفي كافة ثبوتياتك، لا.. وسترافقك هذه الصورة البغيضة غصبا عن أنفك ما بين خمس سنوات إن كنت شابًا، أو عشرا إن كنت متوسط العمر، وعشرين إن كنت هرمًا، وإذا كان الرجال يتذمّرون من صورهم تلك، فإن من النساء من قد تتردد في إخراج بطاقتها، وتتمنى لو أنها كانت كالسابق بلا صورة. لذلك السؤال الذي يجب أن يناقش: لماذا لا يكون هنالك استوديو احترافي، ومصوّر محترف في مكاتب الأحوال المدنية؟ بدلا من إسناد المهمة إلى موظف قد لا تكون له أي صلة بالتصوير، والذي هو في الأساس موهبة قد لا تتوافر لكافة الناس، أو لماذا لا يتاح المجال للمستفيدين أن يأتوا بصورهم من الأستوديوهات الخارجية بعد تحديد الشروط التقنيّة المطلوبة في الصورة كما يحدث مع صور التأشيرات وغيرها تفاديا لصورة كاميرا الأحوال التي قال عنها أحدهم: «أعرف أنني لستُ وسيمًا، لكنني لم أدرك أنني بكل هذا القبح!»، لذلك لنعالج هذه المسألة الصغيرة على قاعدة «إن الله جميل يحب الجمال».