مع إعلان البنك الاحتياطي الأمريكي خفض سعر الفائدة بـ50 نقطة، اضافة الى اجراءات مماثلة اتخذتها عدد من البنوك المركزية الأوروبية، وتوصية «هيرمس» بشراء سهم «سابك» ارتد السوق المالي السعودي مقلصا الخسائر التي حققها في الساعات الأولى للتداول.
الاتداد جاء مصحوبا بقيمة تداول مرتفعة تجاوزت السبعة مليارات ريال، ودعم ذلك التصريحات التي أطلقها نائب محافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد الجاسر التي قلل فيها من تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي.
جميعنا كنا في حاجة لمثل هذه التصريحات المطمئنة لإبعاد شبح الخوف والرعب الذي أصاب المتداولين والذي لم يكن له ما يبرره بشهادة جميع المحللين والمراقبين لأسواق المال، وهو نابع عن ثقافة متواضعة يمتلكها عدد كبير من المتداولين تنحصر في البيع اذا ارتفع سعر السهم، والشراء اذا انخفض.
سبق أن تحدثنا عن سياسة «القطيع» التي يعمل على تفعيلها عدد من كبار المضاربين مستغلين الأزمات والقرارات الجديدة، وهذه الأزمات غالبا ما تصنع «مليارديرات جددا» يكونون ذا أفق واسع ونظرة استثمارية بعيدة, فهم في حالات الهلع يخطفون الأسهم بأقل الأسعار وينتظرون فرصا أخرى لزيادة كمياتهم التي تضاعف رؤوس أموالهم على المديين المتوسط والبعيد وهو ما يصنع منهم أثرياء خاصة اذا اختاروا الوقتين المناسبين للدخول والخروج.
قبل أسابيع قليلة نصح رئيس هيئة السوق المالية الدكتور عبدالرحمن التويجري المتعاملين بالشراء وهو الرجل الذي يمتلك خبرة واسعة في أسواق المال، ورغم ذلك لم يسمع لنصيحته أحد بل على العكس اتجه الغالبية الى عرض أسهمهم للبيع بأي سعر.. فقط لأنهم شاهدوا الأسواق الآسيوية والأمريكية تنخفض.
ونصيحة التويجري السابقة كانت عند مستوى الثمانية آلاف، وكانت في ذلك الوقت ذات جدوى، وهي اليوم أكثر جدوى والسوق عند مستوى الستة آلاف.
غالبية خبراء أسواق المال ينصحون الان بالشراء ونحن الان مازلنا في دائرة الفرصة لصنع «مليونيرات» جدد وكل ما يتطلبه الأمر هو الشراء بعقلية الاستثمار والصبر لأعوام قليلة فقط.. هل تريد أن تصبح مليونيرا؟.. وهل لديك الشجاعة والصبر؟ والأهم.. هل لديك سيولة «إضافية»؟.. هذا هو الوقت المناسب لتحقيق أحلامك. رئيس قسم الاقتصاد
[email protected] 
