احترام الذوق العام أمر ضروري في أي مجتمع، ويعكس مدى التطور الثقافي والفكري في أي بلد، ولكن للأسف تلاشى الكثير من نقاط احترام الذوق العام لدينا في وقت تنص فيه تعاليم الدين الإسلامي عليها، ومنها مثلا النظافة في الشارع وعدم رمي المخلفات والتي تعكسها كلمات «إماطة الأذى عن الطريق». وبمعنى آخر هو أن التعاليم الإسلامية وضعت منهجا واضحا للحياة اليومية فيما يخص التعامل مع المجتمع، سواء أكان ذلك في اللبس المناسب أم احترام الجار أم القيادة الآمنة. وهذه أمور من الواضح أن تربية البيت وأساليب التعليم تلعب دورا في تنشئة جيل يحس بأهمية هذه القوانين. وبالطبع فالقوانين والأنظمة لا بد من تطبيقها وتطبيق أي عقوبات في حالة مخالفتها، وهنا نأتي إلى نقطة مهمة وهي أن بعض نقاط الذوق العام شيء من الممكن قياسه ومعرفته بسهولة مثل رمي المخلفات، ولكن بعضها من الصعوبة قياسه بصورة دقيقة مثل كلمة اللباس المناسب أو المحتشم وكذلك فيما يخص درجة الصوت. وبالطبع هذا يأخذنا إلى ما آلية التبليغ عن المخالف وآلية التطبيق ومن سيقوم بالمراقبة؟.
كما ذكرت.. نحن بحاجة لنظام يخص الذوق العام، ولكن نحن بحاجة لإفهام الجيل الجديد بأهمية ذلك على سمعة المجتمع وأثره على النظرة العامة للزائر لهذا البلد سواء بقصد العمل أو الزيارة. ولكن الموضوع باختصار هو: لماذا يقوم الفرد لدينا باحترام القوانين الخاصة بالذوق العام عندما يكون مسافرا للخارج، ولكنه يجد صعوبة أو تكاسلا في تطبيقها عندما يكون في بلاده؟