الجديد في المنظور الأمريكي إلى إيران اليوم هو القناعة بأن الأذرع التي تقيمها طهران هنا وهناك خاصة في منطقتنا العربية هي الأخرى ستكون محل مراقبة ومحاسبة، والكل يعرف أن هناك منظمات وأفرادا تابعين إما لما يعرف بحزب الله، أو جماعة أنصار الله في اليمن، كلهم كانوا في مرمى العقوبات الأمريكية، حتى أن حزب الله صنف على أنه منظمة إرهابية. والجميع يعرف أن حزب الله ذراع كبير للنظام في إيران وله وجود سياسي وعسكري وأمني واقتصادي كبير في المنطقة وفي العالم. وهذه الضربة موجعة ليس للحزب بل للنظام الذي يسير الحزب، وكانت المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن الشبكة المالية لميليشيات حزب الله، وهذا التقصي الأمريكي سيكون فعالا في شل حركة أذرع الحزب بشكل مباشر، وسيكون فعالا في مواجهة مخططات إيران العابرة لحدود منطقتنا العربية.
الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت وبشكل واضح أن المطلوب ليس حربا على الإيرانيين بقدر ما هي محاولة تأهيل هذا النظام والعودة به إلى حظيرة الدولة. بمجرد أن يصبح جمهورية برؤوس طبيعية ومعتدلة، أي عكس ما هو حادث اليوم، الجمهورية راعية لثورة، والقيادة عمامات ثورجية على كل أعراف العلاقات الدولية. هذا الوضع لن يستمر لإيران إذا استمرت الجدية الأمريكية على ذات الوتيرة من الجدية والحزم، ومن المعتقد أن هناك عزما أمريكيا اليوم، وربما يستمر إلى نهاية الولاية الحالية للرئيس الأمريكي ترامب، القوى الإقليمية متحفزة لتوقيع هذه العقوبات على الثورة الإيرانية، والجانب الإيراني يعيد التهديد بإغلاق الممرات البحرية الحيوية، وهذا صراخ خبرته المنظومة الدولية في كل مواجهة مع العالم ومع أمريكا بشكل خاص.
هل سيكون الحظر شاملا وقاتلا للنظام الإيراني من جانب القوى المستفيدة في المنطقة ومن الجانب الأمريكي؟ هل سيبادر الجانب الإيراني إلى تأهيل نفسه والعودة إلى جادة الدولة وترك مخاطر الثورة التي لم يجن منها الكثير؟ المخاطر كبيرة هذه المرة ومفتوحة على كل الاحتمالات.