إن الهروب من مصيدة السلوكيات التدميرية للذات تحد كبير، لكن هناك تقدما في العلم يثير التفاؤل وهي فكرة العقل المرن القابل للتغيير، فقد تم التأكد علميا بأن عقولنا تتغير وتنمو بيولوجيا نتيجة لخبرات الحياة، فتتشكل خلايا عصبية بشكل مستمر، وتتكون شبكات اتصال ومسارات جديدة بين خلايا الدماغ عند استقبال معلومات مختلفة، مما يجعلنا نصل لقناعة أكيدة بقدرتنا على إعادة ضبط العقل لتطوير إدراكنا بشكل أفضل، بحيث تصبح العادات الصحية أكثر سهولة، وتتجدد مستقبلات السعادة، ويفقد التوتر سيطرته، ولقد تمكن العلماء من رؤية كل هذه التغيرات بواسطة أحدث تقنيات تصوير المخ.
كل ذلك في متناول اليد ولكنه يتطلب الاستمرارية والممارسة، وقوة الإرادة، ومع أن البعض يعتقد أن الإرادة كالعيون الزرقاء شيء تملكه أو لا تملكه، ولكنها مهارة كأي مهارة تستلزم التدريب المنضبط، حيث يجب أن تدرب جهازك العصبي وردود أفعالك، وتلتزم بالتردد على صالة التدريبات النفسية، كما يتدرب لاعب التنس لساعات في الملعب على إستراتيجيات اللعب، وتأكد أنك في كل مرة تختار بوعي سلوكا بديلا، فإنك تجعل القيام به أسهل في المرة القادمة، ومع التكرار والالتزام سيختزن في اللا وعي ويصبح هو الأسهل لمسارات الدماغ.