استشعر (قشاش) من رحلاته عن البيئة خطورة فنائها، الأمر الذي شكل هاجس الخوف والقلق والغيرة على مستقبل البيئة. فقرر التحرك بمفرده معتمدا على جهده وإمكانياته الذاتية لحفظ أصول هذه النباتات وإكثارها. فنجح في شراء قطعة أرض، بمساحة (أربعة) هكتارات، ومشتل مساند، في موقع آخر بمساحة (هكتارين). اشتراها بماله وجهده ووقته، وتحويلها إلى بنك أصول لهذه النباتات.
واجه صعوبة في الحصول على الأرض كمنحة، بموجب نظام توزيع الأراضي البور، لوزارة البيئة والمياه والزراعة، والذي اعتبر منطقة الباحة بكاملها منطقة غابات، وكنتيجة تم تعطيل هذا النظام في المنطقة، مما أثّر سلبا على طموحات (قشاش)، وظل كذلك حتى على البيئة بزراعتها وغطائها النباتي، وخصائصها الريفية.
عندما قرأت سجل زوّاره، تعجبت من كثرة وتعدد الجنسيات التي تزور هذه المحطة النباتية العلمية، في غياب زيارات مسؤولي وزارة البيئة والمياه والزراعة، وأيضا مسؤولي الجهات ذات العلاقة. كأن الأمر لا يعنيهم في شيء. هل أقول: إنه مؤشر سلبي يوحي ويقول؟
وجدت محطة قشاش العلمية النباتية تحوي ثلاثة أقسام. الأول قسم مساند لبقية أقسام المحطة، خاص بالطيور وتربية الدواجن والأغنام. به مصنع (قشاش) لإنتاج الغاز الطبيعي من مخلفات هذه الأنعام، ولإنتاج السماد العضوي النقي، لاستخدام المحطة. هذا المصنع من تصميم وتنفيذ وتشغيل عالم النبات (قشاش).
القسم الثاني مخصص للنباتات المحلية التي وردت في معجمه النباتي. ويحوي فروعا نباتية عديدة. فأنت ترى الأشجار على طبيعتها وقد احتوى المعجم صورها ومعلوماتها. الأهم وجود (150) نباتا نادرا ومهددا بالانقراض في هذه المحطة. هذا يوحي بأهمية رؤية يحملها العالم (قشاش). رؤية غابت حتى عن الأقسام العلمية في الجامعات، والجهات ذات الاختصاص.
هناك أمهات لنباتات انقرضت من المملكة في بيئاتها المحلية. منها شجرة (الكُلْهُمَة) وتدعى أيضا (التّبَلْدِي). نجح (قشاش) في رصد (85) شجرة على مستوى الجزيرة العربية. منها (4) في اليمن، (81) في سلطنة عمان. فأصبحت محطة (قشاش) المكان الوحيد في المملكة الذي يحوي (8) منها. ليصبح عددها في شبه الجزيرة العربية (93) شجرة.
القسم الثالث يمثله المشتل بأقسامه العديدة. وهو مركز للبحث والإكثار. حقق المشتل نجاحا استثنائيا، في الحصول على هجين جديد من نبات (المورينجا). حيث تم توثيقه في رسالة علمية لأحد طلاب الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز. أطلقوا عليه اسم: (قشاش 1). ثم واصل المشتل نجاحه. فأنجز صنف (قشاش 2)، ثم صنف (قشاش 3). كل هذا للحصول على أصناف أفضل من نبات المورينجا الشهير.
إن محطة قشاش أحد كنوز منطقة الباحة الحديثة، تمثل جهدا علميا، وإنجازا وطنيا، بحاجة إلى دعم، وإلى كريم موقف، لصالح البيئة السعودية وغطائها النباتي.