شغل المغفور له -بإذن الله- الأمير نايف بن عبدالعزيز منصب وزير الداخلية لأكثر من ثلاثة عقود، كما شغل منصب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء من 27 أكتوبر 2011 إلى يوم وفاته -يرحمه الله-، وذلك بعد أن شغل وكالة إمارة منطقة الرياض وإمارة المنطقة بعدها في الخمسينيات من القرن الماضي ثم منصب نائب وزير الداخلية في عهد أخيه الملك فيصل -يرحمه الله- بدرجة وزير، وفي عهد أخيه الملك خالد -يرحمه الله- عين في منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية، إلى أن صدر مرسوم ملكي في أكتوبر 1975 بتعيينه وزيراً للداخلية، وفي مارس 2009 أصدر أخوه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أمراً ملكيًا بتعيينه في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء إضافةً إلى منصبه وزيراً للداخلية، وعند وفاة شقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- في أكتوبر 2011 أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أمراً ملكيًا بتعيينه في منصب ولي عهد المملكة العربية السعودية ومنصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية.
وقد تولى -يرحمه الله- إلى جانب كونه وزيراً للداخلية ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووليًا للعهد الكثير من المناصب، منها الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، إضافةً إلى رئاسته العديد من المجالس والهيئات، منها لجنة الحج العليا التي حرص من خلالها دائمًا على توفير الاستعدادات وتنفيذ البرامج والخطط لتوفير كل السبل التي تتيح للحجاج أداء مناسكهم بكل أمن واطمئنان، وعضوية هيئة البيعة، ورئاسة عدد من المجالس في مجال الإعلام والتنمية البشرية وحماية الحياة الفطرية ومكافحة المخدرات والقوى العاملة ورئاسة مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وغيرها من الهيئات التنموية والأمنية والعلمية التي قدم من خلالها للوطن والأمة ما نسأل الله -جلّ وعلا- أن يكتب له أجره وثوابه، كما بذل جهوداً مشهودة في مكافحة الإرهاب محليًا وعالميًا، وقد كانت له -يرحمه الله- اليد الطولى في تحقيق الأمن والاستقرار في المملكة بينما كانت بعض دول الجوار تعاني من متاعب أمنية لا حصر لها.
نستذكر هذه السيرة العطرة بمناسبة تكريم خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية بصدور الأمر الملكي بإنشاء جمعية خيرية باسم سموه يكون اسمها (النايفات) تكريمًا لأخيه -يرحمه الله- وحفيده وزير الداخلية، ودعمًا للأعمال الخيرية التي تهدف للعناية بخدمة الموروث الوطني للمملكة وتعزيز الوعي به، وتشجيع الشباب وتطوير قدراتهم.
ويجيء هذا التكريم ليؤكد مسيرة طويلة من الوفاء والمحبة التي تجمع ولاة الأمر وتجمع بينهم وبين المواطنين، والوفاء للقادة الكبار الذين قدموا للوطن خدمات جليلة وعملوا على توفير الأمن والأمان للوطن والمواطن وهو المجال الذي كان للأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز فيه أعمال وإنجازات مشهودة تذكر فتشكر. أما الجمعية الخيرية التي سيتم إطلاقها بناءً على الأمر الملكي التي حملت اسم الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف فستكون بلا شك إضافةً نوعية للقطاع غير الربحي الذي تدعم الدولة مؤسساته ومنظماته وتوفر لها الأنظمة والتشريعات وكل السبل التي تمكنها من تأدية مهامها وتحقيق أهدافها، التي هي أولاً وآخراً جهود مكملة لجهود الدولة التنموية في سائر المجالات، علاوةً على أن هذه الجمعية متخصصة بجانب هام من التراث الحضاري للمملكة وهو الموروث الوطني والمحافظة عليه وصيانته وتمكين الأجيال القادمة من الاطلاع عليه مما يعزز فيهم مشاعر الولاء والانتماء والاعتزاز بمسيرة الوطن التاريخية، إضافةً إلى اهتمامها بالشباب وتعزيز قدراتهم وإعدادهم لتحمل المسؤولية في رفعة الوطن وإكمال مسيرته الحافلة بالعطاء -بإذن الله-.