عندما تعيش حياتك مقدرا ومنتبها لمعاني الصدف ومغزاها فسيفتح ذلك أمامك حقولا مليئة بالاحتمالات اللامحدودة وسترتبط بالخزائن السحرية للكون، وهي بداية الدخول لحالة «تزامن الأقدار» التي تجعلك أكثر سلاسة في تحقيق رغباتك واستجابة دعواتك، وهذه الحالة تتطلب تأمين استعداد داخلي وتأمين ممر آمن لأعماق الروح، وانتباها ذكيا لوثبة الصدف المعقدة خارج هذا العالم المادي، وإدراكا عميقا لعمق طبيعة الأشياء، واعترافا بعظمة هذا المعين الرباني الذي لا تنضب إبداعاته وكرم عطائه، كما توجب التنبه لأهمية فرص التغيير حالما تظهر في حياتنا وإلى ضرورة اقتناصها.
تبدأ المرحلة الأولى في إدراك تلك الشبكة من الصدف في حياتنا، أما المرحلة الثانية فهي في التقاط تلك الفرصة ومنحها المزيد من التنبه، فكلما أوليت الصدف تقديرا أعمق ستزداد إمكانية حدوثها وتبدأ في اكتساب القدرة على المزيد والمزيد من الرسائل التي ستوضح لك مسارات حياتكم تجاهاتها.
حين نتعلم العيش انطلاقا من مستوى الروح نصل للمرحلة النهائية التي تجعلنا واعين لإيقاعات التزامن التي تتحكم في جميع نواحي حياتنا، ونصبح مدركين لحكمة التجارب التي صهرتنا وقولبتنا لما نحن عليه الآن، وسنقف وقفة إعجاب وتساؤل ونحن نراقب شبكة الصدف التي تحيط بِنا، لنتأمل كيف تتجلى حكمة الحكيم في هذا الكون، ونتأكد أن هناك مغزى ومعنى حتى لأتفه الأحداث، وسنكتشف أننا بإعطائنا الاهتمام لتلك الصدف، نصبح قادرين على التواصل الجميل مع كل شيء في هذا الكون، ونعيش أحلامنا الرائعة، ونقترب أكثر وأكثر من التنور الروحي.