وقد أشار -حفظه الله- في ذات الكلمة إلى الدعوة للحوار والبعد عن العنف، وهذه الإشارة تعيد إلى الأذهان ما نادت به المملكة من أهمية قيام الحوار بين الأديان والثقافات للوصول إلى قواسم مشتركة يمكن عن طريقها الحد من العنف واحتواء الإرهاب ووقف خطابات الكراهية التي يبثها أعداء العقيدة الاسلامية السمحة وأعداء الإنسانية والقوانين الدولية وأعداء مناخات السلام والأمن والاستقرار التي تتوق كافة المجتمعات البشرية لنشرها بين ربوعها لتتمكن من النهوض بمقدراتها وبناء مستقبل أجيالها على أراض خالية من العنف والكراهية والفتن والطائفية، وتلك المناداة الصادقة ما زالت المملكة متشبثة بها وتدعو لقيام أركانها في كل محفل.
من جانب آخر فقد نوه -حفظه الله- إلى استمرارية المملكة التي أنعم الله عليها بالأمن والاستقرار والرخاء لخدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة الحرمين الشريفين التي شرف المولى القدير هذه البلاد بوجودهما على أرضها الطاهرة، وما زالت المملكة بروح من مسؤولياتها الإسلامية الملقاة على أكتاف قيادتها تقوم بتوفير الخدمات الجليلة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وتقوم بخدمتهم منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى عودتهم بعد أداء مناسكهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله، وتلك رسالة إسلامية كبرى تؤديها القيادة الرشيدة في هذا الوطن المعطاء تقربا لوجه الله ولا تريد بتحقيق تلك الرسالة منة أو شكرا من أحد.
وفي تضاعيف تلك الكلمة نوه -حفظه الله- بأهمية الحفاظ على صورة الإسلام النقية التي جاءت بها الرسالة المحمدية والتي تدعو إلى تطبيق صور التسامح والاعتدال والوسطية بين كافة المجتمعات البشرية، وتحارب الإرهاب والتطرف، وقد التزمت المملكة بتطبيق تلك الرسالة الربانية الخالدة منذ تأسيس كيانها الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وحتى العهد الحاضر، وهو التزام لن تحيد عنه المملكة قيد أنملة، وسوف تواصل تطبيق مبادئها التي ما زالت تحكمها في كل أمر وشأن حفاظا على أمنها واستقرارها من جانب، والدعوة إلى نشر صور الاعتدال والوسطية والتسامح داخل المجتمعات البشرية لتنعم بالرخاء والرفاهية والأمن من جانب آخر.