ظلت قباب «عين النجم» المبنية من الجص لأكثر من 280 عاماً، معلما أثري وموقعا تاريخياً يقبع غرب الأحساء، فما زال القدماء من أهل الأحساء وأهل الخليج الذي اتخذوا الأحساء محطة للراحة في رحلات الحج، يتذكرون مياه العين الشهيرة بالمياه الكبريتية والتي تستخدم للعلاج من أمراض كثيرة، كما شهدت عين النجم الكثير من الأحداث التاريخية المدونة في المراجع التاريخية.
عين النجم التي تعكف جهات الاختصاص في الهيئة العامة للسياحية على ترميم موقعها الذي يعد الأقدم والأول من نوعه ضمن سياحة الاستشفاء في محافظة الأحساء، قبل أن تجف مياهها وتغلق حمامات السباحة القديمة، لتظل اليوم رمزا تاريخياً وتراثياً، كما عنت أمانة الأحساء بعمل متنزه يحيط بعين النجم، وبسط المسطحات الخضراء وزراعة النخيل والأشجار، ليكون متنزها للعائلات بالقرب من المعلم الأثري، ويقع المتنزه على مساحة تُقدّر بحوالي 38 ألف مترٍ مربع.
وتداولت المراجع وبعض كتاب التاريخ في الأحساء، أن سبب تسميتها بعين النجم، يرجع إلى سقوط نيزك كما هو شائع، لكن باحث الآثار خالد الفريدة أكد أن عين النجم نسبة إلى نجم بن عبدالله الخالدي أحد شيوخ بني خالد، والذي كان أميرا للحج عام 1117هـ.
وقال الفريدة: «عين النجم شيدت مبانيها عام 1115هـ بطراز معماري مميز في الشكل والاستخدام، أسقفها على شكل قبابٍ نصف بيضاوية مبنية بالجص، يجري نبع الماء الطبيعي الحار تحتها».
وأضاف: «تعتبر عين النجم إحدى محطات قوافل الحجاج المغادرين والقادمين من وإلى الأحساء منذ أُنشئت، وكان لها دور وأهمية على مستوى المنطقة تاريخياً وزراعياً وطبياً وسياحياً، إضافة إلى كونها في السابق البوابة الغربية التي يحط فيها المسافرون من البدو والحجاج من الأحساء ودول الخليج وسوريا والهند رحالهم كنقطة التقاء أو توديع أو محطة استراحة».