وقد أصبح الإنسان الحديث بذلك يعاني من الملل أقل من أسلافه الذين ورثوا تلك الجينات من حقب المهن المملة، لكن الفارق بيننا وبين أولئك الأسلاف أننا نخاف من الشعور بالملل أكثر منهم، فنحن ندرك الآن أن الشعور بالملل ليس جزءا فطريا من الطبيعة البشرية لا يمكن تجاهله، بل هو عامل مكتسب يمكننا التغلب عليه إذا اخترنا طرقا للمزج بين عناصر الرتابة ومكونات الإثارة المحاذية لها في بيئة وجود الإنسان. فأقل ما أصبح الإنسان متمكنا فيه من كسر حالات الرتابة في العمل أو الحياة بصورة عامة هو ابتكار عطلة آخر الأسبوع، الذي أصبح أمرا مفروغا منه في كل بلاد العالم، أو السفر وتغيير المكان في إجازة سنوية طويلة تتجدد فيها الدماء، ويعود المرء إلى روتينه اليومي بعد أن يكون قد تعود على حياة من نوع آخر في ذلك الفاصل الزمني. وهذا يقودنا إلى طرح المقولة الشائعة الاستخدام في كثير من الثقافات بصور متعددة، بأنه لا توجد فكرة واحدة في كل ثقافة عن الحالة الواحدة لوضع نفسي أو اجتماعي محدد. وما يراه مجتمع معين مملا ومسببا للكآبة يراه آخرون ممتعا ومثيرا، والأمر نفسه يصح على طريقة استغلال أوقات الفراغ بين فترات الأعمال الجادة، أو طريقة قضاء الإجازات وعطل أواخر الأسبوع من مجتمع إلى آخر، وربما من شخص إلى غيره، مما يجعل الوصول إلى محطة كسر الرتابة يتم بطرق متعددة، تبعا لما يمتع الإنسان ويجلب التغيير لديه.
يذهب الفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل إلى أن صفة الملل خاصة بالجنس البشري حصرا، وأن بقية الكائنات لا يصيبها الملل إذا كانت في بيئتها الطبيعية، عدا بعض الكائنات التي يتطوع الإنسان باستئناسها. أما الحيوانات التي تعيش في الوضع الملائم لها، من حيث الظروف البيئية والمناخية المناسبة، فإنها باستمرار تتعرف على مصادر الخطر المختلفة، وتسعى إلى الحصول على الطعام المناسب لها من مظانه المتعددة في بحث قد يطول ويستهلك وقتا وجهدا كبيرين، وقد تتمكن من الحصول على الغذاء في فرص سهلة وسريعة. كما أنها تستثمر الوقت في التزاوج أو بناء البيوت والملاذات الآمنة لها ولصغارها، سواء كانت حيوانات برية أو (طيور)، أو حشرات أو بعض الكائنات الدقيقة.
فالحاجة إلى الإثارة تتجذر لدى الإنسان منذ جيناته الأولى حين كان في مرحلة الإنسان الصياد، لكنه مع الوصول إلى حقبة الإنسان الزارع تغيرت ظروفه، وأصبحت توقعاته أقرب للتخمين الصائب، ومعرفة النتيجة التقريبية لما ينتظر أعماله التي يجريها في الحقل بعد بذر الحبوب أو الشجيرات التي يهيئ لها أسباب النمو. ومن خلال تجارب الآخرين ممن سبقوه في هذا المجال، يعرف بالتقريب ما الذي سيحصل عليه من كل جهد في الزرع وتطوير أدواته وتحسين الظروف المصاحبة لمنتجاته. كما أن الانتظار الطويل للحصول على الثمر، يقود بالطبع إلى حالة من السأم قد ترسخ صفة الملل من تلك الأوضاع السلبية التي لا يملك المرء إزاءها أن يعمل أي صنيع يعجل بها. ومع تطور المهن المماثلة للزراعة في رتابتها وطول أوقات الانتظار والمراقبة بدأ الإنسان يفقد عنصر الإثارة في حياته اليومية المهنية، إلا ما ندر من الوظائف، أو القليل من الأشخاص الذين يصلون إلى حالة التوازن بجهود فردية مضاعفة.
وقد أصبح الإنسان الحديث بذلك يعاني من الملل أقل من أسلافه الذين ورثوا تلك الجينات من حقب المهن المملة، لكن الفارق بيننا وبين أولئك الأسلاف أننا نخاف من الشعور بالملل أكثر منهم، فنحن ندرك الآن أن الشعور بالملل ليس جزءا فطريا من الطبيعة البشرية لا يمكن تجاهله، بل هو عامل مكتسب يمكننا التغلب عليه إذا اخترنا طرقا للمزج بين عناصر الرتابة ومكونات الإثارة المحاذية لها في بيئة وجود الإنسان. فأقل ما أصبح الإنسان متمكنا فيه من كسر حالات الرتابة في العمل أو الحياة بصورة عامة هو ابتكار عطلة آخر الأسبوع، الذي أصبح أمرا مفروغا منه في كل بلاد العالم، أو السفر وتغيير المكان في إجازة سنوية طويلة تتجدد فيها الدماء، ويعود المرء إلى روتينه اليومي بعد أن يكون قد تعود على حياة من نوع آخر في ذلك الفاصل الزمني. وهذا يقودنا إلى طرح المقولة الشائعة الاستخدام في كثير من الثقافات بصور متعددة، بأنه لا توجد فكرة واحدة في كل ثقافة عن الحالة الواحدة لوضع نفسي أو اجتماعي محدد. وما يراه مجتمع معين مملا ومسببا للكآبة يراه آخرون ممتعا ومثيرا، والأمر نفسه يصح على طريقة استغلال أوقات الفراغ بين فترات الأعمال الجادة، أو طريقة قضاء الإجازات وعطل أواخر الأسبوع من مجتمع إلى آخر، وربما من شخص إلى غيره، مما يجعل الوصول إلى محطة كسر الرتابة يتم بطرق متعددة، تبعا لما يمتع الإنسان ويجلب التغيير لديه.
وقد أصبح الإنسان الحديث بذلك يعاني من الملل أقل من أسلافه الذين ورثوا تلك الجينات من حقب المهن المملة، لكن الفارق بيننا وبين أولئك الأسلاف أننا نخاف من الشعور بالملل أكثر منهم، فنحن ندرك الآن أن الشعور بالملل ليس جزءا فطريا من الطبيعة البشرية لا يمكن تجاهله، بل هو عامل مكتسب يمكننا التغلب عليه إذا اخترنا طرقا للمزج بين عناصر الرتابة ومكونات الإثارة المحاذية لها في بيئة وجود الإنسان. فأقل ما أصبح الإنسان متمكنا فيه من كسر حالات الرتابة في العمل أو الحياة بصورة عامة هو ابتكار عطلة آخر الأسبوع، الذي أصبح أمرا مفروغا منه في كل بلاد العالم، أو السفر وتغيير المكان في إجازة سنوية طويلة تتجدد فيها الدماء، ويعود المرء إلى روتينه اليومي بعد أن يكون قد تعود على حياة من نوع آخر في ذلك الفاصل الزمني. وهذا يقودنا إلى طرح المقولة الشائعة الاستخدام في كثير من الثقافات بصور متعددة، بأنه لا توجد فكرة واحدة في كل ثقافة عن الحالة الواحدة لوضع نفسي أو اجتماعي محدد. وما يراه مجتمع معين مملا ومسببا للكآبة يراه آخرون ممتعا ومثيرا، والأمر نفسه يصح على طريقة استغلال أوقات الفراغ بين فترات الأعمال الجادة، أو طريقة قضاء الإجازات وعطل أواخر الأسبوع من مجتمع إلى آخر، وربما من شخص إلى غيره، مما يجعل الوصول إلى محطة كسر الرتابة يتم بطرق متعددة، تبعا لما يمتع الإنسان ويجلب التغيير لديه.