ومع هذا الاختلاف فإن هناك تشابها ما بين المنهجية العلمية والتصميمية، فالمنهجية العلمية من مراقبة وفرضية وتجربة وتحليل تشبه نظريات التصميم من التعاطف وتأطير المشكلة ووضع الأفكار وصنع النموذج واختباره. وإن اختلفت المسميات والإجراءات بين المراحل فهناك ما يمكن لكل طرف أن يتعلمه من الآخر ليثري مجاله. علينا أن ندرك كيفية عمل المصممين والفنانين بالمقارنة بالعلماء والمهندسين فالتكامل بين هاتين الطريقتين هو ما يدفع التقدم نحو المستقبل بقوة.
في جامعاتنا اليوم نجد التخصصات العلمية في معزل داخل الجامعة وداخل الكلية الواحدة كذلك. بعض التخصصات قد تعاني من التمييز ضد أي تخصص مختلف. وإن كنا أحيانا لا نمانع «نظريا» التعاون مع التخصصات الأخرى إلا أننا نفتقر في الغالب إلى لغة مشتركة للحوار والاستكشاف. قد تحدنا مسائل إدارية من تحقيق مشاريع مشتركة ونفتقر إلى نماذج ناجحة لنسير في خطاها.
عندما نجد بعض الدمج في التخصصات قد تكون على مستوى مركز أبحاث ولكن في مراحل التعليم الجامعية تكاد تنعدم. لا نشجع الطلبة لدراسة مقررات من تخصصات أخرى كمواد اختيارية من باب توسيع الأفق بل ندور في حلقات ضيقة حول التخصص وما يجاوره.
لإكساب طلبتنا مهارات القرن الواحد والعشرين لا بد أن نفتح لهم نوافذ على المجالات الأخرى، فالعمل والابتكار يتطلب العمل ضمن الفِرَق ولكن لا يعني ذلك فريقا متجانسا تماما بل فريق من تخصصات مختلفة. لذا كان من الضروري أن نعرف الفروق والتداخلات في كيفية عمل كل منهم لنصل إلى حلول مشتركة تفوق ما يمكن تقديمه من تخصصات فريدة.
لن اقترح حلا لوضعنا بل أكتفي هنا بطرح المشكلة. لعلنا نعمل على حلها سويا فمن يشارك؟