شهر رمضان هو شهر الكرم والرحمة.. شهر التسابق للخير والبذل والعطاء من الجميع من الصغير والكبير على حد سواء، وتتعدد أوجه وسبل الخير ومنافذ العطاء في هذا الشهر المبارك في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين، فنجد العطاء اللا محدود المتمثل في عدة منافذ وبعدة طرق والحمد لله.
قبل يومين توجهت مع طاقم عملنا في (التلفزيون السعودي) بكاميراتنا المحمولة وبأجهزتنا متجهين لمخيمات إفطار الجاليات المنصوبة والتي تم تخصيصها لإطعام الصائمين من مختلف الجنسيات، فها هو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمنطقة الدمام ينشئ مخيمات إفطار تم نصبها في معظم مناطق المنطقة الشرقية مزودة ومجهزة لاستقبال مئات الصائمين يوميا وطيلة شهر رمضان المبارك، وما شد انتباهي وأثار إعجابي هو تواجد أعداد كبيرة من الشباب السعودي المتطوع من مختلف الأعمار حتى أني وجدت طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره يقوم بتوزيع الوجبات ويعد السفر للصائمين يدا بيد مع زملائه المتطوعين الشباب وكأنهم خلية نحل منتشرة هنا وهناك يقومون بتوزيع الآلاف من الوجبات المجانية من الأطعمة والتمور والمشروبات، وما نقله لي مشرف المكتب وما شاهدته وهو ما تقوم به هذه المخيمات من فعاليات مختلفة متمثلة في المحاضرات الدعوية من التعريف بمحاسن وسماحة الإسلام مما أدى إلى دخول أعداد تقريبا (تفوق الألف) دخلوا للدين الإسلامي بحمد الله، أيضا هذه المخيمات وفرت لكل جالية داعية يتحدث بلغتهم ويخاطبهم بها كي يسهل فهمهم لتعاليم ديننا السمحة وخاصة لحديثي العهد بالإسلام، وأيضا العديد من المتبرعين الذين يأتون لهذه المخيمات (مخيمات تفطير الجاليات) ليتبرعوا بكميات كبيرة من المياه المعدنية وبعض المطاعم أيضا المعروفة كان لها تواجد وجاءت محملة بالأطعمة المغلفة تغليفا كاملا يقومون بتنزيلها وإدخالها لداخل المخيمات لإفطار الصائمين وأيضا دعم ومساندة المحسنين من رجال الأعمال.
ومن ثم انتقلت كاميراتنا لتجوب مكانا آخر داخل مدينة الدمام فاتجهنا لأحد التقاطعات وأخذنا موقعنا فيه لنلتقط مشاهد وأحداث ما يسمى (بإفطار الجوال) وهو توزيع وجبات الإفطار عن إشارات المرور، وما يقوم على توزيع وجبات إفطار صائم هم من المتطوعين من أبناء الوطن، من الفئة العمرية التي لا تقل عن الخامسة عشرة وذلك حرصا على سلامتهم من المركبات وخطورة الطريق وما أخبرني به المشرفون في مكتب الدعوة والإرشاد أن كل من يعمل في تفطير الجوال خضعوا لدورات تدريبية مكثفة في السلامة المرورية؛ وذلك حفاظا على سلامتهم، توجهت بسؤال لهؤلاء الفتية وهم أبناء الوطن وسألتهم ما الذي دفعكم لترك منازلكم والتضحية بوقت راحتكم وقد يكون البعض لديه ارتباطات مع أسرته فهالتني ردود الأفعال فبعضهم قال نبتغي الأجر والمثوبة، والبعض قال إنها تجربة عظيمة يستحق من في مثل عمرنا أن يخوضها ليتعلموا خبرات لن تعطينا إياها مقاعد الدراسة فالاحتكاك الميداني لا يدرس، ومنهم من قال إن والدي هو قدوتي فقد سبقني للعمل والتطوع وهآنذا اسير على خطاه، ومنهم من قالوا نحن شباب الوطن القادم ولابد من أن نعطي وطننا كما أعطانا وأن نكون قدوة يحتذى بها للمجتمعات الأخرى، وأن نكون حاضرين في المبادرات المجتمعية.
عدنا من جولتنا هذه وأنا محملة بمشاعر الفخر والاعتزاز لأبناء وطني وكاميرتنا محملة بصور إبداع لا حصر لها استعدادا لعمل تقرير مفصل لإبراز هذه الجهود الكبيرة.