وقال المستشار والمرشد السياحي طارق بن محمد معافا : يتربع «حصن جبل ماغص على سفح جبل الذي يطل على ثلاثة أودية هي، وادي قرى، وادي طفشة ووادي شهدان، ويتكون من عدة غرف صغيرة وكبيرة الحجم بأشكال مربعة ودائرية مكونة من طابق وطابقين وسطوح وأبراج مبنية من الصخور الرسوبية المتوفرة في المناطق المحيطة، تعلوها مصفوفات حجرية لتزيينها كما هي عادة المباني الجبلية، بها أبواب تتوسط حيطانها، ونوافذ مربعة الشكل مشرفة على وادي طفشة ومطلة على جميع الطرق المؤدية لمحافظة الحقو، وفتحات صغيرة لرصد الأعداء وردعهم».
» قبل الإسلام
وأضاف معافا: «يقع في محيط سور الحصن ذي البوابتين مسجد صغير ومخزن للمؤونة وآخر للأسلحة وأحواش ودورات مياه وبئر، ويقبع الحصن فوق سراديب تحت الأرض، بينما بني سور الحصن من نفس الصخور الرسوبية، بعرض ثلاثين سنتيمتر تقريبا، وبارتفاع يصل إلى حوالي مترين، ولا يعلم بالتحديد تاريخ بناء الحصن، لكن أسلوب التصميم وطريقة ومواد البناء المستخدمة فيه تتكرر في المرتفعات الجبلية في أرجاء المنطقة، وما زال الكثير من القلاع التي تزيد أعمارها عن 600 عام مستخدمة ومسكونة إلى الآن، ويذكر البعض أن تاريخ بناء الحصن يعود إلى فترة ما قبل الإسلام».
» موقع إستراتيجي
وأشار معافا إلى أن الحصن يتمتع بموقعه الإستراتيجي في أعلى جبل «ماغص» ليتمكن المقيمون فيه من استطلاع أي تحركات عدوانية تجاه المنطقة، حيث كانت تكثر الخلافات والنزاع بين القبائل قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، إضافة إلى أن في موقعه إطلالة على المزارع والمسطحات الخضراء التي تحيط به من كل جانب على ضفاف الوادي، حيث قامت البلدية بإنشاء مطل للسياح يحوي جلسات للمتنزهين لاستغلال المنظر البانورامي الرائع، وطريق لأعلى الجبل يسهل وصول السائح إليه ماشيا أو راكبا.
» مناظر خلابة
ولفت معافا إلى أن الموقع التاريخي العتيق مثير لاهتمام محبي الآثار وأساليب البناء القديمة، ومناسب لعشاق التصوير الفوتوغرافي ولممارسي رياضات الهايكنج والطيران الشراعي، ويقصده فئة من المتنزهين الباحثين عن السكون المتفكرين في الطبيعة للجلوس والاستمتاع بالهواء العليل والمنظر المطل على القرية القديمة خاصة بعد الأمطار وعند جريان السيول المحيطة به، حيث يتميز مركز الحقو بجمال طبيعته وشدة خصوبة تربته.