** الحقيقة معادلة غامضة، يصعب التعامل مع تضاريسها المتقلبة، فقد أصبحت تحت مقولة (كل يغني على ليلاه)، فلا المنطق معيار، ولا العدالة مطلب، ولا النية الصافية مبدأ. ** البعض يسير على رصيف نصف الحقيقة، رغم أن نصفها الآخر قد يبرئ ساحته في الكثير من المواقف التي تجعله محل شك وريبة في نظر الآخرين. ** يقولون الحقيقة (مرة) للغاية لاسيما حينما تتعلق بالكشف عن الوجه الحقيقي لأناس مارسوا الخداع ردحا من الزمن. ** والبعض يعتبرها تسلية، بل أحيانا حق يراد به باطل، فهي في نظرهم لعبة قابلة للأخذ والعطاء، حسب المواقف والمصالح. ** قد يكون الموقف أو الحدث واحدا، ولكن التعاطي مع الحقيقة يكون مختلفا حسب الأسماء أو الكيانات، فتصبح في الموقف الأول حقا، وفي الموقف الثاني باطلا. ** وتظهر الحقيقة عند البعض في صورة ألوان قزح، وبحر متلاطم يمنة ويسرة، متى ما وجدوا السفينة التي تقلهم رأوا الحق فيها، رغم كل ما فيها من خروق في الباطن، وتزييف في الظاهر. ** يضحكني البعض الذي يلهث وراء الحقيقة بقناع مزيف، فيرفع الصوت تارة، ويخفضه تارة أخرى، لنفس المواقف والأحداث، ويرمي ما في قلبه من ميول تحت الشعار الزائف (الحقيقة). ** ذاك هو الوهم الذي لبس ثوب العفة والطهارة في الخارج والدسائس والدناءة في الداخل، ومهما اعتلى أولئك المهرولون في قمة الزيف بوقود المكر، سرعان ما ينكشف (المخفي). ** لا شيء يخالف الحقيقة أكثر من أن المؤخر في المقدمة والمقدم في المؤخرة، وهذا (النص) موجود بواقع مؤلم. ** الباحث عن الحقيقة في هذا الزمن كمن يمشي على السيرك نسبة وقوعه مثل نسبة نجاته، وهذا واقع مر. ** الحقيقة أتعبت الجميع ولم تتعب من الركل، ومعظم الذين يلبسون ثوبها، هم الذين يتلاعبون بها.