الشائعات.. الشائعات ليست وليدة اليوم بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ، لأنها أحاديث يومية يتناولها الناس، ولها أهداف وأغراض، ووسائل نقل، حسب المجتمع والبيئة التي تسود فيها، حيث استخدمت الشائعات على سبيل المثال في عصر المغول، فقد كانوا يطلقون الشائعات أثناء الحروب لتخويف وترهيب الدول الأخرى ولرسم صورة غير حقيقية عن جيوشهم، ويعد ذلك من أكثر أسباب فوز المغول في الكثير من حروبهم رغم أن جيوشهم لم تكن بالقوة التي كانت تصفها الشائعات، وفي الواقع لقد أصبحت الشائعات اليوم إحدى أهم القضايا التي تطرح في ساحات الفكر سواء الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي وغيرها، وذلك لخطورتها على المجتمع، وعند البحث في موضوع الشائعات نجد أنها قضية هامة لها آثارها المدمرة على المجتمع في شتى الجوانب، ورغم أن الشائعات ليست ظاهرة جديدة إلا أنها تحتل اليوم اهتمام الكثيرين من كافة التخصصات، فقد ساعد التطور في منظومة الاتصالات في انتشار الشائعات بصورة كبيرة وذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
عندما نركز على المعنى الحقيقي لكلمة شائعة نجد أنها الكلام غير المثبت ويحمل في طياته الكذب والخداع، كما نجد أنها مجهولة المصدر ولا يعرف مصدرها إلا بعد التقصي عنها، ونجد أن أغراض الشائعات تتمثل في إشاعة فكرة مغلوطة ومخالفة للواقع وإلصاق الكذب وتزييف الحقائق لموضوعات تهم الناس، وهي تهدف إلى دفع الناس نحو اتجاه معين أو منتج أو سلعة أو حتى مكان أو موضوع لتحقيق أغراض معينة من وراء ذلك، وقد تستهدف التخويف والتهريب وإثارة القلق وعدم الأمن في نفوس الناس وهذا من أخطر ما يمكن أن تحدثه الشائعات من اضطرابات وعدم استقرار في المجتمعات، ولذلك يجب أن نتحرى مصداقية المعلومة ولا يصح تصديق أي كلمة بدون معرفة مدى مصداقيتها وصدق مصدرها، ويجب أن نعرف ان هناك بعض الأشخاص أو الجهات التي تعمل على استخدام الشائعات خاصة في مجتمعاتنا العربية لإثارة عدم الاستقرار، وهنا تكمن أهمية الوعي المجتمعي بهذا الأمر ودور وسائل الإعلام الوطنية في توعية المواطن بذلك ونشر الأخبار الصادقة والكشف عن الشائعات التي قد تنتشر والإعلان عن مصدرها وما الهدف من ورائها وذلك لكي يعرف المواطنون حقيقة الأفكار المتطرفة التي قد تستهدف نشرها بعض الجهات المعادية للوطن، كما يجب أن تهتم الأسرة بتوعية أبنائها عن كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وحمايتهم من الأفكار المغلوطة التي قد تنتشر من بعض مصادر الشائعات الخفية مجهولة المصدر، ويجب أن تتلاحم القوة الوطنية لمواجهة أي شائعات من شأنها إحداث القلق والتوتر، وأن نتكاتف ونتعاون لمواجهة كافة تلك المصادر الخبيثة التي تنتشر بصورة كبيرة عبر المواقع الإلكترونية، نحن نثق في ثقافتنا وقيمنا وحضارتنا وننتمي ونعتز بوطننا الحبيب، (اللهم احمِ شعبنا وشبابنا واحفظ قائدنا)