ليس غريبا أو جديدا التهديدات الإيرانية لخليجنا العربي، هذه الدولة التي لم ترع - عبر تاريخها الملطخ بالحروب والدماء - حرمة جيرة أو شهر عظيم مبارك أو الأعراف والمواثيق الدولية، أو حتى الإنسانية، هذه الدولة العدوة للسلام وصديقة الحروب والدمار، تجرأت وانتهكت القوانين الدولية وقامت بأعمال تخريبية في المياه الإقليمية الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة في خليج عمان بالقرب من إمارة الفجيرة، وقامت بتفجير أربع سفن تجارية، سفينتان منها تابعة للمملكة العربية السعودية، وأخرى إماراتية، والرابعة للنرويج، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة ذي ناشيونال الإماراتية، هذه الجريمة تزيد من التهديد والصراع في المنطقة، وتهدد هذا الطريق الحيوي (مضيق هرمز)، الذي تمر عبره السفن التجارية. هذا العمل التخريبي من إيران لا يهدد أمن الخليج خاصة، بل هو تهديد خطير لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية من خلال تهديد ايصال الإمدادات النفطية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، ومن هنا يبرز ويأتي دور المجتمع الدولي من خلال المسؤولية المشتركة في المحافظة على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية؛ تحسبا للآثار المترتبة على أسواق الطاقة العالمية وخطورة الاقتصاد العالمي - لا قدر الله - في حال عدم التزود بالنفط الذي هو عصب الحياة.
إن هذا العمل الإرهابي من النظام الإيراني ليس هو الحادث الأول، فإيران منذ زمن بعيد تنشر الفوضى وتزعزع أمن المنطقة العربية، لذا يجب على الدول العربية عامة ودول الخليج العربي حشد الرأي العام الدولي ضد سياسات النظام الإيراني الإرهابي والتوصل لموافقة دولية بعدم التعامل مع الحرس الثوري؛ بوصفه منظمة إرهابية، ومنعه من الإشراف على المياه الإقليمية الإيرانية، وقد طالعتنا الصحف العالمية ووسائل الإعلام بأن سبب قيام إيران بهذا الحادث ما هو إلا انتقام من الحكومة الأمريكية؛ لأن هذه الأخيرة فرضت عقوبات عليها وأنها بهذا التحرش الذي قامت به في المياه الإقليمية الإماراتية ما هي إلا محاولة منها لايصال رسالة والضغط على واشنطن بتخفيف العقوبات عليها والسماح لها بإعادة تصدير النفط الإيراني، خاصة وأن النظام الإيراني لا يعاني فقط من مشاكل خارجية، بل ويعاني من وضع داخلي متأزم ومشتعل مما يعجل بثورة شعبية من الإيرانيين على نظامهم الظالم القامع للحريات والعدالة.
ما تفعله إيران من أعمال تخريبية هو تحرش بالخليج العربي واستفزاز لأمريكا في تحدٍ صريح بأنه مهما حدث منها فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخوض الحرب في المنطقة، على الرغم من علم إيران أن هناك بواخر بحرية عسكرية وصواريخ تم الإعلان عن وصولها إلى قاعدة العديد، فهذه العدة العسكرية لا تهدف من ورائها أمريكا استعراض عضلاتها أمام إيران، أو محاولة الضغط النفسي عليها، بل إنه في حال ثبوت نتائج التحقيقات التي تجريها الإمارات مع عدد من أجهزة المخابرات الدولية بأن من يقف وراء هذه التخريبات إيران فإن احتمالية توجيه ضربات عسكرية ضد إيران وارد جدا.
من خلال هذا الحادث الإرهابي في المياه الإقليمية الذي حدث خلال هذا الشهر المبارك، يجب على إيران أن تعي جيدا أن أمن وسلامة الدول العربية والخليج العربي خط أحمر، وأن أي تجاوز منها أو تعدٍ على الآخرين ستدفع ثمنه باهظا عاجلا أم آجلا، كفانا الله شر الحروب، واللهم أدم الأمن والأمان على بلادنا خاصة والوطن العربي عامة يا رب.